منذ 40 عاماً وكينيث جاي لاين يوقّع مجوهراته بإسمه الذي بات معروفاً حول العالم. ويكمن الإختلاف الوحيد بين لاين وبولغاري وكارتييه وشوميه في المواد المستعملة وليس في التصاميم المتقنة. إنها مجوهرات مقلّدة، لكن كثيراً من خبراء المجوهرات العالميين يقيّمونها أثمن من المجوهرات الأصليّة! في العقد السابع من عمره، يبدو لاين فارع الطول، وسيماً على رغم خطوط الأعوام المنتشرة في وجهه. إنه رجل صاحب "ستيل هوليوودي" في اللباس والشكل إكتسبه منذ اختلاطه ببيئة النّخبة الأرستقراطية التي أكسبته الشهرة باعتمادها لمجوهراته مثل جاكي كينيدي، فولكو دي فردورا، ديانا فريلاند وسواهن ممن يعتبرن "الستيل" الخاص فلسفة حياة غير قابل للبيع والشراء. للمرّة الأولى تعرض محلات كريستيز في نيويورك مجوهرات لاين المزيفة في روكفلر سنتر كإعتراف مباشر بأهمية هذا المصمم وإبداعه الذي ارتقى فه الى مصاف العالميين. مع ذلك يحتفظ لاين بتواضع لافت فيقول: "ليست مجوهراتي مهمّة، أنا لا أصنع إلا مجوهرات غير مهمة". ولد كينيث جاي لاين في ديترويت وبعد ترعرعه في عائلة من الطبقة المتوسّطة درس في جامعة ميشيغان ثم في مدرسة آيسلاند للتّصميم. بدأ حياته المهنيّة عام 1954 عندما جاء الى نيويورك وبعدما عمل في القسم الفني في مجلة vogue انتقل الى العمل مع روجيه فيفييه وهو مصمم أحذية عند كريستيان ديور وعاش بين باريسونيويورك. وذهل بأحجار الكريستال المتلألئة المستعملة لتزيين الأحذية، وعام 1962 بدأ الإختبارات لصنع مجموعته من المجوهرات. جاءته الفكرة عندما بدأ العمل في قطاع الأحذية عند المصمم أرنولد سكازي، واقترح عليه تصميم أزرار لتزيين الأحذية، ثم راح يشتري دوائر بلاستيكية مزينة بألماس مزيف وصمم منها عقودا جميلة. هكذا تحول الى مصمم مجوهرات. وراح يجرّب مجوهراته على صديقاته، ثم راح يعرض تصاميمه في محلات مختلفة حتى كتبت عنه ال"نيويورك تايمز"، وصارت المحال التجارية تتهافت عليه. نجح لاين في صنع مجوهرات عير مألوفة كالأقراط الطويلة حتى الكتفين، الأساور الغريبة، والزنانير من الألماس. واللافت أنه استوحى خبرته في تصميم الأحذية من المجوهرات، وغلّفها بجلد الأفاعي ثم زينها بالكريستال "لم أخف إذ كنت هاوياً ان أسارع الى دخول هذا المعترك". ومن هاوٍ سرعان ما تحوّل لاين في غضون عامين الى مصمم شهير له خطه الخاص في التصميم لأرقى فئات المجتمع واستوحى لاين العصور التاريخية في مجوهراته من مصر القديمة وما قبل الثورة الفرنسية وفن الديكور في العصر الفيكتوري، ثم راح يقلد الأسماء الكبرى مثل ديفيد ويب، كارتييه، فان كليف وأربلز وسواهم "لو لم أنسخ تصاميمكم لما كنتم اليوم بهذه الشهرة" يقول لاين مازحاً. تتميز مجوهرات كينيث جاي لاين ليس فقط بطابعها المميز، بل بخفة وزنها في اليد، والمواد المصنوعة منها ولونها وبديناميتها والنحت الموجود فيها. تقول سوزي مانكس من جريدة ال"هيرالد تريبيون": "يملك لاين خامة مصمم المجوهرات الأصيل لكنه متواضع لا يتردد في تناول الغداء واحتساء القهوة مع زبائنه الى أية طبقة انتموا، ما يجعل منه جواهرياً حقيقياً وليس مزيفاً". هذا الأمر دفع لاين الى المشاركة في أهم المناسبات العالمية في البندقية وباريس وقصور الإنكليز ورحلات الأرستقراطيين الى الهند ومصر وتركيا. وتوصل لاين الى الإطلاع على أهم مجموعات الجواهر العالمية، واستوحاها. إن لائحة زبائن لاين هي في معظمها من المشاهير أمثال دوقة ويندسور، أودري هيببورن، غلوريا غينيس، الأميرة مارغريت، إليزابيت تايلور، ومجموعة من زوجات رؤساء الجمهوريات في العالم منهن جاكي كينيدي، نانسي ريغان، هيلاري كلينتون وباربرا بوش. وتباع مجوهراته بغزارة حيث تصل مبيعاته في اليوم الواحد أحياناً الى 400 الف دولار. في معرض كريستيز تراوح القطع التي يعرضها بين ال200 وال400 دولار، وتوجد اللآلئ والألماس وسواها من الأحجار الكريمة والمزيفة. تميز كينيث جاي لاين بأنه يصمم لإمرأة ساحرة ودائمة الشباب، يشرح في حديث صحافي: "إن مجوهراتي هي أسهل طريقة للمرأة لتبعد عنها الصداع". ويضيف: "في مجوهراتي تنوّع يجعل المرأة سعيدة، وهذه هي مهمة المجوهرات".