على رغم أنباء أفادت ان وودي ألن أنفق 25 مليون دولار من أموال "دريم ووركز" على فيلمه الجديد، يؤكد هو انه لم يخرج يوماً، ولن يخرج، فيلماً بموازنة مرتفعة. ويقول انه لا يعرف ما الذي يفعله اذا عرضت عليه موازنة تتجاوز سبعة عشر مليون دولار. الأرجح انه سيحقق الفيلم الصغير نفسه ويرد الباقي الى الشركة. كذلك لا يعرف كيف يحقق فيلماً يختلف عما يحققه على نحو جذري. يكتب ويخرج ويمثل أفلامه، حالاً واحدة، ناتجة من اهتمامه بفكرة خطرت له، واذا عاد اليها بعد حين وكانت لا تزال تثيره، أدرك انها ستكون مادة فيلمه المقبل. لم يخرج، ولن يخرج، فيلماً هوليوودياً تقليدياً... وهوليوود لا تفكر فيه على هذا النحو أيضاً. انطلاقاً من هنا، تدور أفلام وودي ألن على الخيوط نفسها. قد تتنوع عدداً، لكن هناك دوماً عناصر في فيلمه الجديد قدّمها في أفلام سابقة. لذلك يرى نقاد غربيون كثر انه لا يأتي بجديد. وربما كان عليك أن تكون محباً وله ومعجباً كبيراً به، حتى تقبل منه ما قد يبدو لك أو للآخرين انه تكرار. مثل هذه الخيوط - لا كلها - تتوزع في فيلمه الجديد "لعنة العقرب الأزرق"، طولاً وعرضاً. انه عن الرجل العادي الذي يجد نفسه متهماً بما لم يرتكبه "ملهمة" و"ظلال وضباب". عن المرأة التي تكتشف متأخرة ان الرجل الذي تحبه لا يبادلها الحب نفسه "الوردة الارجوانية للقاهر" و"هانا وشقيقتيها" و"رصاص فوق برودواي". وعن الرجل الذي لا ينفك يجد نفسه بهويتين أو أكثر "ملهمة" و"سليبر" و"زيلغ" و"تفكيك هاري". على رغم ذلك، فإن تقسيم حياة وودي ألن السينمائية التي بدأت عام 1965 وشملت الى الآن 28 فيلماً من اخراجه يمثل فيها جميعاً تقريباً لا يتم تبعاً لتطور هذه الخيوط من فيلم الى آخر. فهذه بقيت، الى حد بعيد، كما هي منذ البداية. ما يحصد تطور هذا المخرج. الممثل هو ثلاث مجموعات من الأعمال، تختلف كل منها عن الأخرى في نواحٍ فنية ودرامية عامة. أما تلك الخيوط الترميزية لشخصه ومواقفه فهي نفسها من أول أفلامه، الى اليوم. في البداية، كانت هناك المرحلة التي أم فيها الكوميديا الهزلية السريعة المستوحاة من باستر كيتون وتشارلي شابلن وهارولد لويد. وقد بدأت بفيلم "خذ المال واهرب" 1965 وانتهت مع فيلم "الحب والموت" 1975... الثانية هي تلك التي انطلقت من فيلمه "آني هول" وامتزجت تدريجاً بالمرحلة الراهنة بدءاً من فيلم "لغز جريمة مانهاتن" 1993. الثالثة هي من هذا "اللغز" الى اليوم. والفارق بين المرحلتين الأخيرتين ان وودي ألن عمد في المرحلة الثانية الى البحث أكثر في العلاقات العاطفية القائمة بين شخوصه. في بعض الحالات حاول نقل تأثره الواضح بسينما انغمار برغمان فحقق افلاماً غير كوميدية تلك التي غاب عنها ممثلاً مثل "سبتمبر" و"امرأة أخرى" و"دواخل". أما افلامه الكبيرة الأخرى في ذلك الحين، مثل "مانهاتن" و"هانا وشقيقتيها"، فمزجت بين الدراسة العاطفية والموقع الكوميدي المتمثل بوودي ألن وهو يحاول البحث عن الحب الحقيقي شأنه في ذلك شأن بطلات الفيلم وأبطاله الآخرين. في طيّات ذلك رأيناه يبحث أيضاً عن هويته. فهو يجرب الأديان والشخصيات ثم يعود في النهاية الى ذاته التي كانت السبب في محاولته الافلات منها: يهودي، قلق، ليس واثقاً من أي شيء يبدو محتماً وعاكساً رغبته في الانعتاق. هذه المرحلة الثالثة التي يمر بها الآن خالية من الدراميات البرغمانية التي لم تنجح تحت يديه على أي حال، وتستند الى مجمل أفكار مستقلة عن السابق استقلالاً صغيراً محدوداً، لكنه كاف لتمييزها عما حققه من قبل من دون أن يترك جانباً الحديث عن الحب أو عن الرجل المشبوه أو عن الشخصية الأخرى التي تمشي الى جانبه، لكنه لا يستطيع الانتقال اليها. العقرب النائم "لعنة العقرب الأزرق" هو فيلم كوميدي راق خصوصاً اذا قيس بالتهريج الذي تطلقه هوليوود بلا حياء عن رئيس دائرة تحريات في شركة تأمين كبيرة في نيويورك الأربعينات اسمه سي. و. بيغز ألن. ماهر في عمله. دقيق وأمين. تنضم الى الشركة امرأة اسمها بيتي هيلين هانت بناء على طلب رئيسها دان أكرويد الذي يتخذها عشيقة، بينما تعتقد فعلاً انه سيطلق زوجته من أجلها. تصبح هذه الدخيلة على الشركة ذات تأثير وهي تريد تحجيم دور س. و.، بل استبدال تحريين غير موظفين به. طبيعي والحال هذه ان تشتد العداوة بينهما. في احدى الليالي، يذهب موظفو الشركة الى حفلة ميلاد أحد زملائهم، وهناك يختار منوم مغناطيسي س. و. وبيتي لتنويمهما، فيعبران وهما تحت تأثيره عن حب كل منهما للآخر. لكن غاية المنوّم - الساحر أبعد من مجرد التسلية، فقد ردد على كل منهما إسماً مختلفاً اذا استخدمه في أي مرة انصاع هذا الشخص لكل أمر يصدر اليه. بعد يوم أو اثنين يتصل الساحر بسي. و. ويطلب منه سرقة مجوهرات امرأة ثرية أمّنت عليها الشركة التي يعمل لديها. ينفذ س. و. بالفعل من دون مقاومة، وحين يفيق لا يتذكر شيئاً البتة. أكثر من ذلك يقود التحقيقات في الحادث في وقت تجلب بيتي تحريين من خارج الشركة لاجراء تحقيق منفصل. الآن: تشير اصابع الاتهام الى سي. و. نفسه وهو عاجز عن فهم ما حدث. أفضل لحظات الفيلم هي تلك التي يجد فيها س. و. نفسه متهماً. هذا يعود بالذاكرة الى فيلم جيد حققه وودي ألن قبل بضعة أعوام عنوانه "ظلال وضباب"، وضعه أيضاً في مرحلة سابقة ألمانيا العشرينات حيث في الحي قاتل يخرج ليلاً ليقضي على ضحاياه من دون مبرر واضح شيء مثل جاك ذ ريبر. بين كل شخصيات الحارة، يتهم ألن النحيل والقصير والجبان والضعيف بالجرائم ويلاحقه الجميع للقبض عليه أو قتله. كل هذا كان رداءً لاضطهاد اليهودي، لكن ألن ليس باليهودي المثالي. وفي أفلام أخرى نجده يحاول الخلاص من تلك الشخصية بالبحث عن أديان أخرى. وفي "أفروديت القوية" يتخذ موقفاً رافضاً من التزمت حين يحادث شقيقته المتدينة: "لو أن والديك اعتنقا المسيحية قبل نصف ساعة من ولادتك لأصبحت مسيحية". في الحديث الآتي يتطرق وودي آلن الى الكوميديا التي يحبها ومصادرها، وكيف يكتب والى من يسند الأدوار، ويتكتم على فيلمه المقبل "نهاية هوليوودية". هذا فيلم آخر تعود به الى الأربعينات. ما الخصائص الجذابة لتلك الحقبة؟ - أحب عقوداً معينة من القرن العشرين وأحب نيويورك تحديداً بين مدن اميركا. ليس فقط الأربعينات، بل أيضاً العشرينات والثلاثينات. عندما أعود الى واحدة من تلك المراحل، أحاول أن أسجل التي أراها سحرية في حياة المدينة. قد تلاحظ انني لا أحقق أفلاماً تتعلق ببداية القرن مثلاً لأنها لا تحمل إلي المعاني نفسها. ما هي تحديداً هذه المعاني؟ - أحب تصفيفة الشعر وتصاميم الثياب والعادات الاجتماعية والقيم والتعابير وطرق الحياة. نيويورك كانت تصبح آنذاك بالمخاطرين والمغامرين والمقامرين وبأولئك الذين كانوا يحملون رشاشاتهم في علب الكمان ضحك. ثم أتت الثلاثينات وفي عز الأزمة الاقتصادية أصبح هناك أثرياء كثر يعيشون في منطقة بارك أفنيو، ولديهم كل ما يتمنونه ويشربون الشامبانيا، ويرتكبون ما حلا لهم من أخطاء. ثم جاءت الأربعينات وحملت نسمة الرومانسية لأن الحرب العالمية كانت محتدمة جنودنا بدوا جميلين في ملابسهم العسكرية ضحك. إذاً هي مراحل ثرية جداً بالنسبة إلي على الصعيدين البصري والدرامي، والعلاقة بين الرجل والمرأة كانت مثيرة وحادة خصوصاً مطلع الأربعينات، وكنت يومها صغيراً. ما الذي ما زلت تتذكره من تلك المرحلة؟ - أتذكر اني كنت أشاهد فيلمين أو ثلاثة في الاسبوع الواحد. أفلام لبيلي وايلدر وارنست لوبيتش، ومع روزيلاند راسل أو ويليام باول وروبرت مونتغمري وكلوديت كولبرت وسبنسر ترايسي. هؤلاء الممثلون كانوا دائماً في "خناقات" في أفلامهم مماثلة ل"خناقات" الشارع بين الجنسين. انها حرب بين الجنسين في فيلمك هذا أيضاً. - تماماً. وهو نقل ما كان دائراً في تلك المرحلة في الحياة الى الشاشة. ولكن حتى في أفلامك التي تدور في الزمن الحاضر، كما في "آنا وشقيقتيها" و"مانهاتن" مثلاً، هناك شخصيات غير مستقرة عاطفياً: ظاهراً تكره بعضها بعضاً، وباطناً هي واقعة في الحب. - أساساً لأن هذا التبادل الغامض ومسبباته يبدو لي مثيراً. هناك أمر مثير على الصعيد الترفيهي والحبكي حين نجد شخصين على الشاشة، مثل لورين باكول وهمفري بوغارت اللذين لا يعوزهما اي مقدار من الفطنة والسخرية اللاذعة، يتبادلانها طوال الوقت. يقول شيئاً يجرحها فترد عليه بجرح أكبر. يرد فترد عليه. أعتقد ان في هذا النمط من الحوارات والمشاهد ما هو أكثر ارضاء واثارة من تلك المشاهد التي تتم، في حدة أقل، بين الشخصيات المختلفة أو تعمد الى حوار هادئ لا عمق فيه. هذه الشخصيات في أفلامك عموماً تتلاقى وتتناحر، ثم تقع في الحب. - صحيح. هذا لدي أفضل من أن تلتقي وتقع في الحب ثم تختلف ثم تلتقي من جديد. لكنك تعمد الى مثل هذه التفعيلات في كل فيلم، كما لو أن تفضيلك لها ينبع أيضاً من تجارب شخصية أو اقتناع شخصي بأن هذا هو درب العلاقات الوحيد المتوافر. - لا. أعتقد انني في طفولتي شاهدت الكثير من هذه الأفلام. خذ لورين باكول وهمفري بوغارت مثلاً في "النوم العميق" اخراج هوارد هوكس - 1946. إنه فيلم بوليسي داكن، لكن مشاهد الممثلين معاً كوميدية، وثرية بالفطنة والحوار الذكي. كنت دائماً أفضل هذا النوع من الكوميديا على أفلام مثل "الأغبياء الثلاثة". نكات السطر الواحد كالعادة تقوم هنا بثلاث وظائف. فأنت كاتب المادة ومخرجها وممثلها الأول. هل هناك أي تعارض أو صعوبة في تنفيذ أي منها؟ - لا. أجد العكس هو الصحيح. مثلاً حين تكتب السناريو أليست هناك مفارقات كثيرة تريدها لأنها كوميدية ولكن عليك ان تضحي بها لأن المعالجة التقنية لا تسمح لك باحتواء كل ما تريد؟ - من الأسهل علي أن أخرج فيلماً كتبته من أن أخرج فيلماً كتبه غيري، وأعتقد ان هذا هو صحيح أيضاً لدى كل المخرجين الذين يصرون على كتابة اعمالهم بأنفسهم. حين أكتب وأخرج وأمثل، تبقى المادة واحدة. اذا نقلتها عن مؤلف آخر فهو شريك فيها، وهذا ليس مريحاً بالنسبة الي. الوضع يتحول من البسيط الى المعقد. لو كتبت سيناريو وأخرجه غيري، الحال هي نفسها بالنسبة الي واليه. سأجد ان مادتي لم تصل وانه لم يفهمها تماماً وسيجد نفسه مقيداً بها اذا طلب منه تنفيذها. النحو الذي أقوم به هو الأبسط والأقل تناقضاً. جزء من ذلك يعود، في ظني، الى ان النكات ذات السطر الواحد مرتبطة بطريقة القائها. هل هذا صحيح؟ - نعم. أساساً أنا كاتب نكات. كنت واحداً من الأشخاص الذين يحجر عليهم في غرفة مع جهاز تلفزيون ويطلب منهم إنجاز نص ضاحك. أحب النكات ذات السطر الواحد، عندما أرى الأخوة ماركس يقومون بها. أحب النكات معالجة بطرافة بيلي وايلدر أو ارنست لوبيتش. أحبها في أفلام بوب هوب. هذا صعب. أليس كذلك؟ - كثيراً. وللفيلم الجديد حبست نفسي في غرفتي وجهدت كثيراً لأخرج بحوارات من هذا اللون. أقول شيئاً فترد علي هيلين هانت بشيء أقوى... وهكذا. ما الأصعب: فكرة جديدة أم كتابة السيناريو لها؟ - كلاهما صعب، لكن الذي يتكرر أكثر من غيره هو استنباط فكرة جديدة. كيف تعمل؟ ماذا تفعل لو وردت عليك فكرة جديدة وأنت منصرف الى انجاز فيلم آخر؟ - أكتب، عادة، ملخصاً لها وأضعها في درجي وأعود اليها لاحقاً. بعض الأفكار تراودني خلال القيام بأعمال لا علاقة لها بالابداع أو السينما. اذا كنت أحضر سباق خيل قد تأتيني فكرة. حال عودتي أكتبها وأحفظها. كيف جاءتك فكرة "لعنة العقرب الأزرق"؟ - من لا شيء. كنت أمشي في الشارع ولم أمر بتجربة نوّمت فيها شخصاً أو تعرضت فيها للتنويم، ولا أعرف اي شيء من التنويم. فجأة خطرت لي فكرة هذا الفيلم: أنا منوّم وأستخدم خلال تنويمي، كمجرم، بينما أبحث عن المجرم الحقيقي حين أفيق. متى خطرت لك الفكرة؟ - قبل نحو أربعة أعوام. كتبتها ووضعتها في الدرج وتركتها. قبل عامين وجدتها مع فكرة فيلمي السابق "محتالون صغار" وحين قرأتها من جديد وجدتها طريفة. ووجدت أيضاً فكرة فيلمي المقبل "نهاية هوليوودية". وهو الذي أعمل عليه الآن. هو والممثلات ماذا عن الممثلات اللواتي تختارهن للبطولة... هيلين هانت في هذا الفيلم، من قبل جوليا روبرتس، دايان كيتون، ميا فارو... هل ترسم الشخصية لتناسب الممثلة؟ - لا. لا أفكر في ذلك. خلال كتابتي أفكر فقط في الشخصية. في مرات نادرة أفكر ان جوليا روبرتس مناسبة لهذا الفيلم، لكنها ليست العادة. عادة حين أنتهي من السيناريو أعرضه على جولييت تايلور المسؤولة عن "الكاستينغ" في أفلامه ونضع قائمة بالأفلام الني نراها مناسبة للشخصيات الواردة. كل تلك المشاهد الرومانسية لا تعني أي شيء حقيقي... في التصوير نجلس هناك نحضر لمشهد. الساعة الثانية عشرة الا عشر دقائق. سنتوقف بعد قليل لتناول الغداء، لنجرب انجاز هذا المشهد قبل ذلك. نقف واحدنا أمام الآخر. أكشن. نقبّل بعضنا بعضاً. ثم نمضي الى الطعام لا شيء غير ذلك. لا شعور من أي نوع. كله تمثيل. لا أحد يفكر في ما يقوم به. كله ميكانيكي، ويا للأسف ضحك. لكن الجميع يود العمل معك. احدى مزاياك بقاؤك محافظاً على مكانتك مخرجاً مستقلاً عن هوليوود وطينة أعمالها اليوم. أليس كذلك؟ - قبل كل شيء دعني أصحح: ليسوا جميعاً راغبين في العمل معي. هناك بعض يرغب، وبعض يقول انه يرغب، وحين أتصل بهم يعتذرون. الواحد منهم يريد أن يتقاضى 10 ملايين دولار، وأنا لا أستطيع أن أصرف مثل هذا المبلغ. كل فيلمي لا تتجاوز موازنته الملايين العشرة بكثير. ثم لنكن صريحين: كيف يمكن عجوزاً مثلي يميل الى الصلع وقصير القامة تقبيل امثال هؤلاء الممثلات الجميلات، الا اذا كان يكتب افلامه ويخرجها ويمثلها بنفسه؟. في أفلام سابقة، يحضرني "رصاصة فوق برودواي" مثالاً، لاحظت ان شخصيتك تنتقل الى شخصيات ممثلين آخرين. فجأة يتصرفون قليلاً مثلك ويتحدثون كثيراً مثلك. - ربما في أحوال معينة حين لا يكون لدي أو لدى الممثل حل آخر. الطريقة التي أعمل بها مع الممثل هي اني أطرح عليه فكرتي وأسأله هل لديك فكرة أفضل، أو عبارة أفضل من تلك التي كتبتها له؟ اذا لم يكن يريد الوقوف في هذه النقطة او تغيير موضع الكاميرا يستطيع أن يأتي إلي. أعتقد انني كريم جداً مع الممثلين لأن ذلك يجعلهم مرتاحين معي. ذكرت قبل قليل فيلمك المقبل "نهاية هوليوودية". هل هناك تفاصيل يمكن أن تخوض فيها؟ - لا أستطيع أن أخبرك الكثير عن الموضوع. لكنه فيلم عن صنع فيلم. وهو تعليق منصب أساساً على أفلامي أنا. كيف؟ - لا أستطيع أن أخبرك كفاية كم أشعر بعدم الرضا عن أفلامي. أستطيع أن أقول لك إنني لم أفكر في أنني سأنجز فيلماً عظيماً. دائماً أعتقد ان النقاد يغالون في تقديرها. لكن هذا الفيلم، "نهاية هوليوودية"، سيكون مفاجأة حقيقية، على ما أعتقد. كيف تشعل حيال نهايات هوليوود السعيدة؟... قد يتطلب سؤالي تعليقاً على كل هوليوود وأفلامها من البداية الى النهاية. - بعض النهايات لطيف، لكن عموم النهايات الهوليوودية لا تعكس الحياة مطلقاً. للحياة نفسها نهاية تعيسة ضحك ألا تعتقد ذلك؟ والكثير من الأحداث في الحياة تنتهي تعيسة أيضاً. ثمة أفلام عليها أن تحظى بنهايات سعيدة، لأن ما تعرضه السينما في جزء منها هو حال هرب من الواقع. حياة المرء قد تكون شديدة السوء ولديه آلام وأمراض وفقر ويدخل السينما باحثاً عن عالم يشتاق اليه. هل لديك وقت، وأنت تحقق فيلماً كل عام، لمشاهدة الأفلام؟ أو هل لا يزال لديك الوقت لمشاهدة أفلام كثيرة؟ - أشاهد أفلاماً أقل مما كنت أفعل، ليس لانشغالي بل لأنني أطلب الأفضل. معظم ما شاهدته أخيراً أوروبي أو آسيوي. شاهدت فيلماً اسبانياً، عنوانه "الفراشة"، وأعتقد انه رائع، وفيلماً مكسيكياً عنوانه "الحب كلب" وأعتقد انه تحفة، وفيلماً فرنسياً أعجبني هو "طعم الآخرين" أيضاً رائع، وهناك فيلم صيني عن معلم مدرسة في الحب... نسيت اسمه. "الطريق الى البيت". - أحببته جداً... فيلم ساحر.