حقّق باحثو "آي بي أم" إنجازاً جديداً في تكنولوجيا الترانزستورات، تمهّد لولادة رقاقات كومبيوتر جديدة أصغر حجماً وأكثر سرعة. وبُنيت أول مجموعة ترانزستورات من أسلاك توصيل متناهية الدقّة، صُنعت من ذرات الكربون، يبلغ مقطعها مقدار 10 ذرات فقط. ويبدو أن الكربون ليس موصولاً جيّداً إلى الكهرباء، فحسب، بل يتمتّع أيضاً بصلابة عالية، وبقابلية للتصغير أكثر من تلك التي تتمع بها مادة السيليكون التي تستخدم أيضاً في صناعة مكوّنات الدوائر الإلكترونية. وجاءت الأسلاك أسطوانية الشكل، وقطرها أقل من قطر شعرة الانسان بنحو 50 ألف مرة. وبهذا، يكونون شقّوا طريقهم الضّيّقة جداً إلى صناعة ترانزستورات أصغر من تلك المعهودة، راهناً، بنحو 500 مرة. ثم أنهم وجدوا الطريقة التي تسهّل عليهم إنتاجها بكميات تجارية. وتدخل هذه الصناعة في ما يُعرف باسم "نانو تكنولوجي"، وهي فرع هندسي يتّصل بتصميم الدوائر الإلكترونية المتناهية الصغر. وثمة حدود لعدد المكوّنات الدقيقة التي يمكن وضعها في رقاقة من أشباه الموصلات، semiconductor. ولكن من الناحية النظرية يمكن تركيب الرقاقات، ذرة تلو ذرّة. ويبدو أن هذا ما توصّل إلى تطبيقه علمياً فريق باحثي شركة "أي بي أم" العريقة.