بيروت - "الحياة" - حذر موفد وزير الخارجية الروسي الى الشرق الاوسط اندريه فيدوفين من ان التصعيد العسكري في المنطقة لا يمكن الا ان يضر بأفق عملية السلام، داعياً الى بذل الجهود لتجاوز حصوله. وكان فيدوفين وصل، امس، الى بيروت من دمشق والتقى وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ووصف تحركه بأنه يهدف الى "تجاوز العقبات والصعوبات التي تواجهها المنطقة واعادة عملية السلام على المسارات الفلسطيني والسوري واللبناني، وهي متلازمة كما هو معلوم"، مشيراً الى "ان روسيا تقوم بهذا التحرك مع الوسطاء الآخرين الدوليين، وليس بالتناقض معهم". وأعرب عن سروره لوجود موفدين دوليين في بيروت المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغل انخل موراتيونس "لأن ذلك يؤمن امكانات اكبر لتجنب ما هو خطر في المنطقة. والخطر هو التصعيد الحاصل وهذا ما نراه في هذه الايام وتحديداً مثلث لبنان وسورية واسرائيل". وكشف أن الأفكار الروسية التي ينقلها تقضي بضبط كل الاطراف في المنطقة النفس أولاً، وطرح الامور طرحاً سياسياً، والذي هو بالذات سيؤدي بنا الى إبعاد خطر نتائج غير مرجوة في التصعيد الحاصل وهو يقربنا من الحل المرجو، وهو الحل السياسي وعملية السلام المبنية على اسس مدريد ومرجعيتها والقرارين الدوليين 242 و338 ولا بد من أن نتمسك جميعاً كأطراف في المنطقة ومجتمع دولي بهذه المرجعية بالذات". ورأى "ان استرجاع مزارع شبعا عبر بذل الجهود السياسية في اطار تحريك المسارين السوري واللبناني لعملية السلام المبنية على مرجعية مدريد". وهل يتخوف من اي تدهور عسكري في المنطقة؟ قال: "هناك مخاوف نشعر بها وتعلمون ان الاوضاع في المنطقة متدهورة، وهذا يؤدي بنا الى نتائج لا نرجوها بالذات، لذلك نصر كثيراً على ضبط النفس والعودة الى مناقشة الحلول السياسية". وأشار الى انه نقل رسالة شفوية من وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى حمود "ستدرسها السلطات اللبنانية، تتناول الوضع في المنطقة وطريقة معالجة الوضع". وحين سئل ان اسرائيل لا تريد العودة الى طاولة المفاوضات، قال: "المهم ان يبذل الجميع جهوداً في هذا الاتجاه والتحرك الدولي هو لهذا السبب بالذات". وأوضح حمود ان فيدوفين وضعه في صورة الاتصالات التي يجريها مع الاطراف في المنطقة في نطاق مهمته الداعية الى تهدئة الأجواء وتهيئتها لاستئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل.