اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول، في رد فعل متأخر امس، معارضة الولاياتالمتحدة للاغتيالات الاسرائيلية التي تستهدف نشطاء فلسطينيين. وقال باول في مقابلة مع "رويترز": "ما زلنا نعرب عن قلقنا الشديد ومعارضتنا لهذا النوع من استهداف قتل اشخاص بعينهم وسنواصل تبني هذا الموقف". ولاحظ انه منذ ورود هذا القرار الاسرائيلي في التقارير الاعلامية لم تنفذ القوات الاسرائيلية مثل هذه العمليات "غير ان معارضتنا المعروفة لمثل هذه الاعمال ما زالت قائمة". وكان رئيس الاركان الاسرائيلي قال ان المسؤولين الاميركيين لم يفاتحوه، خلال زيارته لواشنطن، بموضوع الاغتيالات. وواصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين في مناطق عدة فقتل فلسطيني وجرح ثلاثة آخرين مساء امس في مدينة البيرة، وذلك وسط تأكيدات بقرب توجيه ضربة قوية شاملة للسلطة الفلسطينية لتقويض اركانها. اما رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فزار برلين امس وانتقل منها مساء الى باريس مواصلاً حملته لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تمهيداً للضربة الشاملة. راجع ص 3 و4 وكشفت مصادر اسرائيلية رسمية ان شارون حرص على ارسال رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية "موساد" افرايم هليفي ونائبه الى برلينوباريس "للتمهيد" لزيارته ول"الكشف عن معلومات تؤكد وقوف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وراء عمليات العنف وتورطه المباشر في هذه العمليات". واستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أمس شارون وأجرى معه محادثات أبلغه خلالها بضرورة العدول عما من شأنه أن يضعف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والسعي إلى تحديد منظور سياسي للخروج من الأزمة، لأن السلام هو الكفيل بضمان الأمن. وتوالت تحركات ومواقف التنديد بزيارة شارون، فالتظاهرة التي شهدتها باريس أمس بدعوة من أكثر من 30 حزباً ومنظمة وجمعية، انتقدت استقبال فرنسا لشخص تطغى على سيرته المجازر. وطلبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الإنسان، فتح تحقيق جنائي حول مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان سنة 1982 لتحديد مسؤولية شارون عنها. اعتداء على القنصلية البلجيكية واعتدى اسرائيليون على منزل القنصل البلجيكي العام في القدس في ساعات فجر امس وحطموا النوافذ والقوا برصاصات وحجارة الى داخل المنزل الذي يقطنه القنصل البلجيكي ليو داس، الذي لا يبعد سوى مئات الامتار عن منزل شارون نفسه في القدس الغربية. وكتب المعتدون شعارات مناوئة لبلجيكا على جدران المنزل منها "فليرحل اعداء اسرائيل" و"نازيون" ووقعت باسم حركة "كاخ" اليهودية العنصرية المتطرفة. وحاولت الحكومة البلجيكية امس النأي بنفسها عن الاجراءات التي يتخذها جهازها القضائي حاليا ضد شارون. اذ صرح وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشال لوكالة "فرانس برس" بأنه "لا يؤيد على الاطلاق" ملاحقة رئيس الوزراء الاسرائيلي قضائياً وذلك عقب اللقاء القصير الذي جمعهما امس في برلين. وإذ سئل معا اذا كان يؤيد ملاحقة شارون قضائياً قال: "ابداً، وفي كل الاحوال هذا ليس اختصاصي". واضاف ميشال: "لقد اتيت الى هنا للتحدث الى رئيس الوزراء" الاسرائيلي. وكان شارون صرح صباحا على متن الطائرة التي اقلته الى برلين "لقد طلب الوزير البلجيكي لقائي فوافقت". واعتبر المستشار الالماني غيرهارد شرودر أمس، أ ف ب، رويترز، في ختام لقائه مع شارون في برلين انه "يجب حتماً المضي في التطبيق الفوري للمرحلة الاولى من خطة ميتشل"، ونصح باعتماد المزيد من "المرونة" حول مسألة المستوطنات.