تعقد غرفة الاتهام في محكمة الاستئناف جلستها الثانية صباح اليوم الاربعاء في بروكسيل للرد على تساؤلات قاضي التحقيق، باتريك كولينويون، حول مواصلة بحث اتهامات جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية المنسوبة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واختصاص القضاء البلجيكي للنظر فيها. ويتوقع مراقبون ان تؤجل غرفة الاتهام صدور القرار الى وقت لاحق. وتمثل الشكاوى، التي قدمها 23 من ضحايا مذابح صبرا وشاتيلا في مطلع الصيف الماضي ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي، احد أسباب التوتر الذي يشوب العلاقات منذ أشهر بين اسرائيل وبلجيكا، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي. وكانت مجموعة ثانية من ذوي الفلسطينيين ضحايا الحرب الاسرائيلية الجارية ضد أراضي الحكم الذاتي قدمت شكاوى، يوم الجمعة في بروكسيل، ضد المسؤولين في الحكومة والجيش الاسرائيلي. وبينما تذكّر المصادر الحكومية الرسمية في بروكسيل بمقتضيات احترام استقلال السلطات الثلاث فإن شارون يعتبر التحقيقات القضائية التي تستهدفه حملة ضد اسرائيل. واكد محامو الناجين ال23 من مجازر صبرا وشاتيلا الذين رفعوا شكوى في بلجيكا ضد شارون انهم سلموا القضاء البلجيكي وثائق تثبت تخطيط هذه المجزرة من قبل الاسرائيليين. وقال احد هؤلاء المحامين، مايكل فرهاغي، لوكالة "فرانس برس" ان "هذه الوثائق ارسلها الينا مصدر نحرص على عدم كشف هويته. وتبدو لنا جدية بما يكفي لننقلها الى قاضي التحقيق المكلف القضية في تموز يوليو". وذكرت صحيفة "لا ليبر بلجيك" التي تسلمت هذه الوثائق انها "تشير الى اجتماعات سرية بين مسؤولين عسكريين وسياسيين لبنانيين واسرائيليين قبل مجازر صبرا وشاتيلا وبعدها" مع ذكر المشاركين بالاسم وبينهم ارييل شارون. وكتبت الصحيفة البلجيكية ان هذه الوثائق "تثبت رابط التبعية وتماثل الاهداف بين حزب الكتائب اللبنانية واسرائيل". وفي مبادرة تهدف التشويش على شكاوى مذابح صبرا وشاتيلا، قدمت مجموعة يهودية تسمى "جمعية ضحايا الارهاب" شكوى باسم 30 عائلة منها ثلاثة عائلات بلجيكية الى القضاء البلجيكي أمس ضد الرئيس ياسر عرفات ومسؤولين ومنظمات فلسطينية. ورأى ممثل العائلات الاسرائيلية المحامي ويليام غولدناديل ان "لا وجود لأية علاقة بين الشكوى المقدمة ضد ارييل شارون وشكوى العائلات الاسرائيلية" ضد الرئيس عرفات. وعقب المفوض العام الفلسطيني شوقي الأرملي بأن الشكوى التي قدمتها الجمعية الاسرائيلية "تهدف الى الالتفاف على قضية عادلة تمثلها شكوى ضحايا مذابح صبرا وشاتيلا ضد شارون وابعاد انظار الرأي العام عن العنف والانتهاكات التي تمارسها اسرائيل كل يوم ضد الشعب الفلسطيني". وأكد الأرملي ثقة الفلسطينيين في نزاهة القضاء البلجيكي ووعدهم التعاون معه لكشف الحقائق.