اعتبرت المستشفيات الخاصة في جدة أن إنشاء مستشفى الملك فيصل التخصصي التابع للدولة لخدمة المرضى في المنطقة الغربية من السعودية يكبدها خسائر كبيرة ويخلق منافسة غير عادلة في سوق الرعاية الصحية في السعودية. قال رئيس مجلس إدارة مجموعة "مستشفيات السعودي الألماني" المهندس صبحي بترجي في اللقاء التعريفي لمجلس الخدمات الصحية في منطقة مكةالمكرمة الذي رعاه أمس أمير المنطقة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، إن المستشفيات الخاصة الكبيرة في جدة تعاني خسائر بسبب مستشفى الملك فيصل التخصصي. وأوضح أن المستشفى "السعودي الألماني" خسر في جدة في الشهرين الماضيين أكثر من 5.2 مليون ريال ونحو 3500 مريض جراء المنافسة التي وصفها بأنها غير عادلة مع مستشفى الملك فيصل التخصصي لأن كثيراً من خدماته مجانية، إضافة إلى قبوله البطاقات التأمينية، الأمر الذي دفع كثيراً من المرضى إلى التوجه إليه. وقال بترجي إن "التخصصي أغرى أحد أطبائه المتخصصين في علاج حالات الصرع مادياً ودفع له ثلاثة أضعاف ما كان يتقاضاه في السعودي الألماني وهو 80 ألف ريال شهرياً، ما أدى إلى اغلاق مركز علاج الصرع في المستشفى، إضافة إلى اغلاقه مركز علاج المخ والأعصاب بعد انصراف المرضى للعلاج في التخصصي". وأضاف ان مجلس تطوير الخدمات الصحية في منطقة مكةالمكرمة المنشأ حديثاً والذي يهدف للشراكة بين أهم قطاعين مقدمين للخدمة في السعودية، وهما العام والخاص "لن ينجح في تحقيق الشراكة بين القطاعين، لأن المستشفى التخصصي يتسبب في الحاق خسائر بالمستشفيات الخاصة". من جهته، اعتبر مدير "مستشفيات المطبقاني" في السعودية محمد مطبقاني، ان الخدمات التي يقدمها "التخصصي" ستتسبب في المستقبل في اغلاق كثير من أقسام المراكز التابعة للمستشفيات الخاصة بسبب الخدمات التي يقدمها. واعتبر المدير التنفيذي لمستشفى "التخصصي" في جدة الدكتور سلطان باهبري، الذي يشغل منصب الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية في المنطقة، ان المعلومات التي ذكرها المهندس بترجي "غير صحيحة وان هدف التخصصي هو تحسين الخدمة"، مشيراً إلى أن المستشفى وقع اتفاقات ثنائية مع عدد من المستشفيات الخاصة في جدة. وحسم الأمير عبدالمجيد الجدل الذي دار بين ممثلي المستشفيات الخاصة و"التخصصي" بدعوته إلى عقد اجتماع بين الطرفين لحل الإشكال، مشيراً إلى أن "التخصصي" يقدم خدمات ممتازة للمرضى في المنطقة الغربية من السعودية، لكنه في المقابل لا يرغب في أن تتضرر المستشفيات الخاصة في جدة. وقال الأمير عبدالمجيد إن الهدف من انشاء المجلس هو تطوير الخدمات الصحية والارتقاء بها، مشيراً إلى أن المجلس يتبنى عدداً من البرامج أبرزها توطين 2000 وظيفة صحية في القطاع الصحي خلال السنة الجارية، ترتفع إلى أربعة آلاف السنة المقبلة. وكشف باهبري ان المجلس يتفاوض حالياً مع أكبر شركة استشارات صحية في العالم لتقديم البيانات الصحية في السعودية، على أن تكون الأخيرة قابلة للبيع لشركات التأمين والمستشفيات الخاصة حتى توفر ايرادات للمجلس تمكنه من تطوير الخدمات الصحية في المنطقة.