الناصرة - "الحياة" -بعد اسابيع متتالية من التهديد العلني بتقديم النائب العربي في الكنيست الدكتور عزمي بشارة الى المحاكمة بزعم عدم قانونية زياراته الى سورية واجراء اتصالات مع "جهة معادية"، اعترف المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين اول من امس في رسالة الى وزير الداخلية ايلي يشاي ان القانون الاسرائيلي بصيغته الحالية لا يمنع نائباً من زيارة "دولة معادية" كما الحال بالنسبة الى مواطنين عاديين، و"عليه فإن زيارة بشارة الى سورية لا تشكل مخالفة جنائية". وطالب روبنشتاين الوزير يشاي بالعمل على تقديم مشروع قانون لسد الثغرة القائمة! ويدلل هذا الاعتراف على انجرار روبنشتاين وراء التحريض المنفلت في الشارع الاسرائيلي وفي اوساط السياسيين ووسائل الاعلام الاسرائيلية ضد بشارة، على خلفية زيارته الاخيرة لسورية ومضمون خطابه في مهرجان تأبين الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، ويظهر روبنشتاين الآن كمن يبحث عن سلم ينزل بواسطته عن الشجرة العالية التي تسلقها. وفي حديث ل"الحياة" قال المحامي جميل دكور، من المركز القانوني لحقوق الاقلية العربية عدالة ان روبنشتاين يعي ان تبنيه توصية الشرطة بتقديم بشارة الى المحاكمة على خلفية ما جاء في خطابه في القرداحة ليس بالمهمة السهلة ويأخذ في الحسبان ان الحديث عن خطاب سياسي يندرج في اطار الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها اضافة الى ابعاد مثل هذه المحاكمة على الساحة الدولية وما قد تفضحه من زيف الديموقراطية الاسرائيلية، كما سيتبين ان قراره لا يرتكز على اساس قانوني انما نابع من منطلقات سياسية محضة بما يخدم اجندته الايديولوجية من خلال استغلال القانون اداة في يده. يضاف الى هذا طموحات روبنشتاين للفوز بكرسي قاضي المحكمة العليا بعد انهاء مهمته الحالية ومن هنا تصريحاته الهادفة لاستمالة اليمين الاسرائيلي.