وجه وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين طالباً منه المصادقة على ان يمارس صلاحياته القانونية بسحب الجنسية الإسرائيلية من النائب عزمي بشارة وإلغاء جواز سفره الإسرائيلي. وأضاف في رسالته ان إلغاء الجنسية لن يمكن بشارة من مواصلة مهماته كنائب في الكنيست، لكن ذلك لا يعني إلغاء اقامته في إسرائيل. وكان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية هدد بمنع حزب التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة الدكتور عزمي بشارة من خوض الانتخابات البرلمانية في المستقبل، على خلفية مشاركته في حفل احياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرئيس السوري حافظ الأسد ومضمون الخطاب الذي ألقاه في المناسبة. وزاد ان المضمون ودعمه لمنظمة "حزب الله" من شأنهما ان يشكلا مبرراً لشطب حزبه "لأنهما ينطويان على نفي حقيقة كون اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية". وقال ان الوضع القانوني الحالي "ولأسفي الشديد، لا يسمح بتقديم بشارة الى المحاكمة على زيارته سورية لأنه يملك جواز خدمة يتيح له السفر الى أماكن يحظر على مواطن عادي زيارتها". وتصدرت تصريحات بشارة عناوين صحف أمس والبرامج الاخبارية في الاذاعة والتلفزيون وانفلت ممثلو الاحزاب الصهيونية كافة في هجوم كلامي غير مسبوق على النائب العربي وتراوحت ردودهم بين المطالبة بنزع الحصانة البرلمانية ومحاكمته وبين اعتقاله. وراح الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان الى أبعد من ذلك حين قال انه "لو كان بشارة يعيش تحت نظام آخر حولنا لأعدم". ووصف رئيس بلدية القدس الغربية ايهود اولمرت النائب بشارة ب"الخائن". وعقد وزير الداخلية ايلي يشاي زعيم حركة شاس الدينية الشرقية جلسة تشاورية مساء أمس مع جهات قانونية لدراسة احتمال سحب الجنسية الاسرائيلية من بشارة. وتعقد لجنة آداب السلوك البرلمانية جلسة خاصة اليوم للبحث في "تصريحات بشارة وسائر التفوهات المتطرفة لنواب آخرين". وقال بيان صادر عن "التجمع" امس، انه يعتبر الحملة التحريضية غير المسبوقة موجهة الى المليون فسطيني في اسرائيل وبالأساس الى دورهم تجاه أبناء شعبهم في الضفة والقطاع ونضالهم ضد السياسات العنصرية ومصادرة الأرض والهوية. وأنهى: "ان حزبنا لن يتراجع أمام الحملة الاسرائيلية الشرسة الجديدة وسيمضي في طريقه الوطني دفاعاً عن شعبنا وأواصره مع الأمة العربية". من جهته قال بشارة: "تصريحاتي لم تأت بأي جديد ورددتها عشرات المرات من على منبر الكنيست لكن الجديد هو ملاحقة السلطات الاسرائيلية لي ولحزبي سياسياً". وفي دمشق أ ف ب أعرب بشارة عن دهشته أمس من موجة الاعتراضات في اسرائيل على تصريح أدلى به الأحد في سورية وردها الى "الجو العنصري" في الدولة العبرية. وقال بشارة للصحافيين في العاصمة السورية حيث اجتمع اكثر من ساعة مع وزير الخارجية فاروق الشرع: "لا ادري ما الذي جننهم، ولم اقل شيئاً في القرداحة إلا وقد قلته في الداخل وبعنف اكثر وبشدة اكثر".