كتب الأستاذ "جهاد الخازن في 17/6/2001 في عموده اليومي "عيون وآذان" موضوعاً في الحب. وكلام الأستاذ الخازن في هذا الموضوع له قيمته المعرفية. فهو صادر عن شخص على أعتاب السبعين من عمر متخم بالتجارب الحياتية، عرف عنه - ومن دون حسد - انه سندباد جوي يجوب مدن العالم، ويقيناً شاهد ما شاهد من الحسناوات. ونحن القراء نستطيع، من خلال متابعتنا لكتاباته الممتعة والمفيدة ان نستشف ان كاتبنا المفضل خاض في امواج الحب المتلاطمة، واكتوى بلواعجه الملتاعة. والشباب من امثالي، ممن روعتهم السياسة - أنا لست بطلاً وإنما مجرد ضحية - وفتكت سعادتهم وفقدوا الأمل في مشاريع التنمية وازدهار العدالة والديموقراطية في الوطن العربي. وقرروا الاتجاه الى ما هو مفيد وجميل، ولم يجدوا خياراً أفضل من الحب، هؤلاء هم في امس الحاجة الى خبرات الأستاذ الخازن في هذا المجال، والتتلمذ على يديه وأخذ الدروس منه في مواضيع اساسية مثل: أسهل الطرق الى الحب، وأسرعها للتخلص منه، ويا حبذا لو يرشدنا المرشد الى المنشطات الطبيعية وخدمة أقرانه المتعبين. أما ملاحظاتنا، نحن تلاميذ الأستاذ، على مقالته فهي: ان الحب عاطفة عفوية تلقائية تنطلق من الرجل والمرأة بعيداً من سيطرة العقل والإرادة وسلطانهما. ولكن هذا لا يمنع من ان الحب ينبثق من اعمق نقطة في كيان الإنسان وهي منطقة الحدس التي تجمع ما بين طاقات الروح والعقل. وعلى العكس من كلام الأستاذ الخازن في هذا المضمار، فإن الحب لا يعطل الدماغ، وليس هو انتصار المخيلة على الواقع. وإنما هو اعلى درجات المعرفة والكشف الداخلي يمكن ان يصل إليها الانسان. وهو ارتقاء وصعود بالواقع الى مستوى الحقيقة الكبرى في الوجود، والمبرر الوحيد للحياة، وانتقال من الواقع اليومي الميكانيكي المتصحر والجاف الى آفاق انسانية ومعرفية وجمالية موجودة فينا وحولنا، وما كنا لنراها قبل حدوث زلزال الحب وطوفان المشاعر. ان معظم العشاق والكتاب والشعراء والفنانين لا يعرفون الفرق الجوهري بين الحب والإعجاب، فالإعجاب عملية ذوقية ظرفية موقتة تنحصر في استحسان صفات معنوية ومادية في الآخر، وتكون من طرف واحد، وغالباً ما تصاحبها الأوهام والرومانسية. والحب لا يمكن ان يتحرك من طرف واحد وإنما يشتعل، في وقت واحد، في طرفين، عاشق ومعشوق، على رغم إرادتيهما ثم يأتي لاحقاً دور العقل والظروف والوعي في رعاية هذا الحب، أو منعه من التحقق. ... خضر طاهر - الولايات المتحدة