يُقال أن أول مراتب الحب الهوى ثم العلاقة وهي الحب الملازم للقلب ثم الكلف وهو شدة الحب ثم العشق وهو أكثر الحب ثم الشغف وهو إحراق الحب للقلب مع لذة يجدها وكذلك اللوعة واللاّعج فإن تلك حُرقة الهوى ، ثم جوى وهو الهوى الباطن ثم التيم وهو أن يستعبده الحب ثم التبل وهو أن يسقمه الهوى ثم التدله وهو ذهاب العقل من الهوى ثم الهيام وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه. يعني الخلاصة لجميع الحالات السابقة للعاشقين تتلخص في (أهل الحب صحيح مساكين) وهم صحيح مساكين مغلوب على أمرهم باسم الحب. قرأت هذا على صديقاتي وقلت لهن (العاشق يرفع إيده) فرفعت منهن من رفعت مع إختلاف مراتبهن الجنونية بالطبع ، إلا واحدة أعرف تماماً أنها غرقانة (لشُوشتها) في الحب لكنها لزمت الصمت واكتفت بالمشاهدة وكانت ملامح وجهها وقلبها لا تبشران بالخير ابداً ! بعدها دار نقاش عميق بين معشر العاشقات وكان الحديث بين مدٍ وجزر ، وعندما إحتد الكلام قررت صديقتنا العاشقة الصامتة أن تنطق فحدثتنا عن مأساتها مع من تحب ، وقالت أنها تعدت جميع مراحل الحب معه إلى أن وصلت في حكايتها إلى طريق مسدود ، لا هي قادرة على تركه أو التراجع عنه للخلف ولا هي قادرة على الاستمرار في المضي قدماً (لوحدها) ! وفي الواقع مثل تلك العلاقات لا أفهمها لكني أتفهم (جبروت الحُب) اللعين وهيمنته عندما يطغى على كل ذرة عقل ويُلغيها ويجعل المُحب دائماً يرى بصيص أمل قد يُواسي قلبه العليل فيه، أتفهم كيف يصيب الحب العاشق (بالشلل) الحَركي والفكري معاً ، أتفهم كيف يُفقد المرء صوابه ووقاره بمجرد أن يشعر بالغيرة أو بالخوف وعدم الأمان في أن يتركه محبوبه ، والله أن كيمياء الحب هذه غريبة بالفعل وتحتاج لقلب (كافر) لا يؤمن بأي منطق ولا أي حدود و لا أي عقلانية والحمد لله أن قلبي مؤمناً موحداً. لن أطيل عليكم هذه القصة العاطفية (الدرامية) فباقي تفاصيل الحكاية لا تهمكم أو تهمني في شيء ، مايهمني فقط هو حال صديقتي العليلة وقلبها وما تبقى لها من عقلها ، خصوصاً بعدما تدخلت العظيمة "أم كلثوم" حينها في الموضوع وكأنها جات تكحلها (عَمتها) فصوتها كان يملأ ارجاء المكان وهي تُصر وتقول : ( كان لك معايا أجمل حكاية في العمر كله … ) لم أملك بعدها إلا أن أقول عظمة على عظمة يا سِتّ ! ثم أعدتها مرةً اخرى بصوتٍ منخفض خوفاً من رد فعل صديقتي المجنونة فقد لمحت بجانبها مزهرية ولم يكن فيها ولا حتى وردة (بلاستيك). rzamka@ [email protected]