أكدت تصريحات كبار المسؤولين في اسرائيل واركان اجهزتها الامنية المختلفة امس أن رئيس الحكومة ارييل شارون يتجه الى ضربة عسكرية شاملة ضد السلطة الفلسطينية بهدف تقويضها، وقد يكون موعد تنفيذها في الايام القليلة المقبلة. وفي الاسكندرية اتفق الرئيس المصري حسني مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، خلال محادثاتهما التي استأنفاها مساء امس في قصر المنتزه، على رفض الممارسات الاسرائيلية التي تضع العراقيل أمام توصيات لجنة ميتشل. راجع ص 3 و 4 وأكد وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر ان الرئيس مبارك والامير عبد الله يقفان بكل القوة في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية لكل مبادئ الشرعية والقانون. وأضاف: "إننا نقف مع نضال الشعب الفلسطيني والحق ونقف مع الشرعية الدولية، ولذلك عندما يلتقي الزعيمان فإن اعادة تأكيد اتفاقهما لا يحتاج الى أي حديث وهذا واضح من محادثاتهما. وأكد ماهر أن اسرائيل "ما زالت رغم قبولها مقترحات ميتشل تعرقل البدء في تنفيذها تحت دعاوى مختلفة بينما هي تنتهك وقف النار". وأعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس أن إسرائيل لم تنفذ ما تم اتفق عليه مع مدير المخابرات الأميركية جورج تينيت، مشيراً إلى أن الاتفاق كان يقضي بسحب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحصار وعمليات التنكيل والاستيطان وجرائم المستوطنين خلال 48 ساعة. وقال عرفات، في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى: "مر أسبوعان ولم يحدث شيء بل زادت العمليات والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها قتل ثلاثة من الجهاد"، ووصف الوضع في المنطقة بأنه "خطير للغاية". ووجه عرفات الشكر إلى الأمير عبد الله، الذي التقاه في الاسكندرية ليلة أول من امس "على وقفته المهمة والمتينة لوضع وزير الخارجية الاميركي كولن باول والإدارة الاميركية في التصور السعودي الذي يعبر عن المكانة العربية". وعقد شارون امس جلسة ل"المطبخ السياسي الامني" ضمت وزيري الخارجية والدفاع شمعون بيريز وبنيامين اليعيزر اضافة الى الوزيرين سلفان شالوم وايلي يشاي "للتشاور" في طبيعة الاجراءات العسكرية المستقبلية. واكتفت المصادر الحكومية بتسريب قرار مواصلة سياسة اغتيال النشطاء الفلسطينيين وتوسيع رقعتها. ومع ان وزير الخارجية بيريز وافق على سياسة الاغتيالات، الا انه اختلف مع شارون في ما يبدو بشأن سعي الاخير، تمهيداً لتنفيذ مخطط الضربة العسكرية القوية للسلطة الفلسطينية، الى نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وبعدما وصف شارون الرئيس الفلسطيني بأنه "ابن لادن" بالنسبة الى اسرائيل قال امس ان الاسرائيليين كافة "جنود عصابات" سيعرفون كيف يواجهون "الارهاب الفلسطيني". ويسعى شارون الى اقناع الدول الغربية بان عرفات ليش شريكا في المفاوضات، ويعتقد أنه سيركز على هذه الفكرة خلال زيارته لكل لباريس وبرلين غداً وبعد غد. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع انه "اذا استمر التدهور الامني، فان اسرائيل ستقوم برد عنيف بغض النظر عن زيارة رئيس الوزراءشارون الى اوروبا نهاية الاسبوع الجاري". وقال المصدر ذاته ان الرئيس الفلسطيني "لا ينوي وقف اعمال العنف وسيسعى الى تصعيدها في نهاية الاسبوع اثناء وجود شارون في اوروبا". وردا على اغتيال اسرائيل ثلاثة ناشطين فلسطينيين ليل الاحد - الاثنين قرب مدينة جنين، قتل مسلحون فلسطينيون واحداً من اكثر قادة المستوطنين تطرفاً بالقرب من قرية يطا في منطقة الخليل في الضفة الغربية. ويدعى ذلك المستوطن يائير هولنسكي المعروف في المنطقة ب"الكابوي".