لا حديث في الشارع الرياضي المصري، وربما في البلد كلها إلا عن احتمالات اعادة مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم مع الجزائر ضمن تصفيات القارة الافريقية المؤهلة لمونديال 2002، ما يعني احياء بصيص من الأمل بوصول مصر الى النهائيات بدلاً من السنغال! وإذا كانت الجماهير المصرية تتشبث بهذا الأمل من خلال اعادة المباراة، فمن واجب المسؤولين عن اللعبة ان يواجهوا الأمر بمزيد من العقلانية وعليهم ان يكفوا عن محاولات اقناع هذه الجماهير "الغلبانة" انه لولا ما حدث في الجزائر لكانت مصر بين كبار المونديال! القرار المنتظر من قبل الاتحاد الدولي في شأن احتجاج مصر على اعمال الشغب التي وقعت في ملعب عنابة لا يمكن ان يخرج عن امرين: توقيع عقوبة مالية على الاتحاد الجزائري ونقل عدد من مبارياته الدولية المقبلة الى ملعب آخر واقامتها من دون جمهور... او ... اعتبار الجزائر خاسرة بهدفين للاشيء وفقاً للائحة المتبعة في مثل هذه الحالات، وهو ما لا يكفي المنتخب المصري كي يتأهل لأنه بحاجة الى فارق ثلاثة اهداف ليحل محل السنغال! اما اذا حدثت المعجزة، وقرر الاتحاد الدولي اعادة المباراة على ارض محايدة، فكيف يضمن المصريون تغلبهم على الجزائر بالاهداف الثلاثة المطلوبة، خصوصاً ان الاعلام لم يوفر جهده خلال الفترة الماضية في قدح وذم جميع عناصر المنتخب وأفراد الجهازين الفني والاداري ... وطبعاً اعضاء مجلس اتحاد الكرة من ألفه الى يائه! ألم يكن الأجدى ان يكون هناك حرص على ترابط المجموعة الى حين البت في الشكوى المصرية، وإذا ما بقي الوضع على حاله وجب على الجميع النقد والذبح والسلخ ايضاً...؟ ثم نأتي الى الأهم ... هل اتخذ اتحاد الكرة الاجراءات المناسبة التي تضمن فوز مصر في المباراة المعادة فعلاً؟ وأين هم عناصر المنتخب ... وهل يتدربون سراً استعداداً لهذه المباراة اذا ما تقرر اقامتها فوراً؟ ام ان رجال الاتحاد والجوهري سيلجأون الى طلب التأجيل لحين لمّ شمل اللاعبين وجمعهم من المصايف والمقاهي وخلافه، ثم اعادتهم الى الملعب واجواء المنافسات بعدما اخرجوا هذا الأمر من اذهانهم تماماً؟ الكرة العربية في افريقيا تمرّ بأزمة حقيقية لن يكون حلّها في اعادة مباراة او تأهل مصر بدلاً من السنغال! الكرة العربية في افريقيا في حاجة الى ما هو اهم بكثير: التخطيط السليم، والرعاية الصحية للموهوبين، والإعداد الجيد المناسب لكل منافسة تشترك فيها. دعونا نتساءل: أين عز الجزائر، وأمجاد المغرب، وريادة مصر...؟ كفانا اعتماداً على "الكلامولوجيا" سلاحاً لمواجهة كل مطب نقع فيه، وكفانا أوهاماً وأحلاماً ولندعو لتونس التي تأهلت فعلاً بالتوفيق ... وبالأمنيات الطيبة للمنتخبات العربية الآسيوية التي تخوض التصفيات النهائية بدءاً من الشهر المقبل.