لم يكن هناك حديث في الشارع المصري امس الا عن احتمالات تأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل في كوريا الجنوبية واليابان معاً، لأن الحلم كان يمكن ان يتحقق لو فازت مصر على الجزائر في عنابة وخسرت السنغال او تعادلت مع ناميبيا في وندهوك... او في اسوأ الظروف لو فاز المنتخبان المرشحان لانتزاع بطاقة المجموعة الثالثة وصب فارق الاهداف في مصلحة المنتخب العربي. وبدأ كل مصري في حسابات الورقة والقلم لأن التأهل كان لابد ان يمر عبرها على حساب السنغال والمغرب ايضاً التي انهت مبارياتها في التصفيات قبل اسبوع واحد. ولأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تعادلت مصر مع الجزائر 1-1، وفازت السنغال على المغرب 5-صفر، ما ضمن لها التأهل بجدارة. هدف التعادل الجزائري كان كفيل بان يطيح بكل الآمال العربية، ولذا القى المصريون باوراقهم واقلامهم قبل ان يلفظ لقاء عنابة انفاسه الاخيرة بنحو 25 دقيقة، لأنه في الوقت الذي تعادلت الجزائر كانت السنغال تسجل هدفها الخامس. الانجازات لا يمكن ان تتحق بالاحلام وحدها او بالاعتماد على نتائج الآخرين... وما حصل للمغرب الذي اضاع منه فرصة التأهل غير مرة خير دليل. اما الامر المؤسف حقاً فهو ان هذه المجموعة ضمت ثلاثة منتخبات عربية من بين خمسة، ومع ذلك تأهلت السنغال. واذا كانت تونس قد وضعت قدماً فعلاً في النهائىات، فان القدم العربية الافريقية الثانية لم تتمكن من اللحاق بها بعد ان تأهلت السنغال... فكانت الصدمة العربية مزدوجة. عموماً يبقى الامل معقوداً على عرب آسيا ممثلين في السعودية وقطر والبحرين والامارات والعراق خصوصاً ان الفرصة متاحة امام ثلاث منتخبات منها للتأهل، من دون ان نغفل طبعاً حقوق قوى اخرى تملك الفرصة ذاتها في مقدمها ايران والصين. محطة التصفيات الافريقية انتهت بخيبة امل كبرى، وما حدث فيها يدعوا الى ضرورة التشديد على المنتخبات العربية الآسيوية بتوخي الحذر... لأنه ليس من المقبول ابداً ان يتمثل 250 مليون عربي بمنتخب واحد او اثنين في اول مونديال في الالفية الجديدة.