تعرضت أسعار النفط لضغوظ شديدة أمس بعدما أعلنت الولاياتالمتحدة ان النمو الاقتصادي في الربع الثاني من السنة الجارية كان الاسوأ منذ ثمانية أعوام، ما قد يؤدي الى استمرار ضعف الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، في الوقت الذي تشهد فيه اسواق النفط فائضاً. لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر الى 24.79 دولار للبرميل بعد ظهر أمس في بورصة النفط الدولية في لندن، بخسارة مقدارها 35 سنتاً من سعر الاقفال السابق، بعدما اعلنت وزارة التجارة الاميركية ان اجمالي الناتج المحلي في الربع الثاني ارتفع بمعدل سنوي بعد احتساب التضخم مقداره 0.7 في المئة مقابل 1.3 في المئة في الربع الاول. وهذا أسواء معدل نمو يسجله الاقتصاد الاميركي منذ الربع الاول من عام 1993، عندما تراجع الاقتصاد بنسبة 0.1 في المئة. وكان محللون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا نمو الاقتصاد خلال الربع قيد البحث بنسبة 0.9 في المئة. لكن على رغم ضعف نسبة النمو في الربع الثاني، الا ان الاقتصاديين اعتبروا مجرد تحقيق نمو أنباء ايجابية، اذ كان معظم المحللين يتوقع ان ينحدر الاقتصاد الاميركي في الركود وللمرة الاولى منذ عشرة أعوام. ويعرّف الركود بتراجع النمو الاقتصادي خلال ربعين متتاليين من السنة. وساهم الانفاق الاستهلاكي في الولاياتالمتحدة في دعم النمو خلال الربع الثاني، اذ ارتفع بنسبة 2.1 في المئة مقابل ثلاثة في المئة في الربع الاول. وجاء تراجع اسعار النفط أمس بعد يومين من اعلان منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك خفض الانتاج، للمرة الثالثة السنة الجارية، بمقدار مليون برميل يومياً ابتداء من أول أيلول سبتمبر المقبل لوقف تدهو أسعار النفط التي هبطت قبل أسبوع الى ادنى مستوى تسجله منذ 14 شهراً. وكانت أسعار النفط ارتفعت خلال الايام الاولى من الاسبوع الجاري بعد انباء خفض انتاج "أوبك" وتجاوز خام "برنت" 25 دولاراً للبرميل، لكنه تراجع من هذا المستوى أمس نتيجة مخاوف انحدار اقتصاد الولاياتالمتحدة واليابان وعدد من الدول الصناعية الكبرى في الركود. وقال وسطاء في قطاع النفط ان السوق تنقصها قوة دفع لتحقيق ارتفاع كبير لاسعار النفط الخام في هذه المرحلة لان خفض انتاج "أوبك" كان متوقعاً الى حد كبير، كما تريد السوق ان ترى اثر الخفض قبل موسم زيادة الطلب في الربع الاخير من السنة. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع قليلاً أول من أمس الى 23.91 دولار للبرميل من 23.78 دولار يوم الاربعاء. ولا يزال سعر سلة خامات المنظمة اقل من مستوى 25 دولاراً للبرميل وهو السعر المستهدف للمنظمة. وقال وزير الطاقة الفنزويلي الفارو سيلفا أمس ان قرار "أوبك" خفض انتاجها النفطي مليون برميل يومياً بدءاً من اول أيلول المقبل كان "اجراء وقائياً" لمعالجة تخمة الامدادات النفطية العالمية وتفادي حدوث هبوط في الاسعار. وأضاف سيلفا لمحطة اذاعة محلية أول من أمس: "لم يكن قرار خفض الانتاج محاولة للتلاعب بالاسعار بخلق نقص مصطنع ودفع الاسعار للارتفا،. بل كان خطوة لترشيد امدادات السوق". وتابع: "تبين على اعلى درجة من اليقين ان هناك فائضاً من النفط في السوق"، مشيراً الى ان اسعار الوقود في بعض البلدان الغربية انما ارتفعت في المقام الاول بسبب نقص الطاقة التكريرية. ورداً على سؤال عما اذا كان من المحتمل ان تخفض "أوبك" الانتاج مرة اخرى قبل اجتماعها المقرر في 26 أيلول، قال سيلفا: "نحن نتابع السوق باستمرار".