} اقترح رئيس "أوبك" وزير النفط الجزائري شكيب خليل امس عقد مؤتمر لوزراء نفط دول "أوبك" في 6 آب اغسطس المقبل لاتخاذ قرار بخفض الانتاج "نظراً لتباطؤ اقتصادات دول الغرب وآسيا"، وما قد ينجم عنه من "انخفاض" محتمل للطلب على النفط. لكن حتى يوم أمس، لم يكن الوزراء قد حسموا بعد مسألة عقد مؤتمر طارئ يسبق المؤتمر العادي المقرر عقده في 26 ايلول سبتمبر المقبل، على رغم اتفاقهم على مبدأ خفض الانتاج. اشار المراقبون في باريس امس الى ان هناك اقتراحاً ايضاً من عدد من دول المنظمة بعقد مؤتمر طارئ في 14 آب بغية اعطاء الايرانيين الوقت الكافي لتشكيل حكومة جديدة، فيما يعتبر عدد من الوزراء ان بإمكان "أوبك" اتخاذ قرار الخفض عبر اتصالات هاتفية من دون الحاجة الى عقد مؤتمر. وكان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أعلن في بون أخيراً ان "أوبك" مستعدة لخفض الانتاج للدفاع عن مستوى اسعار النفط. ويذكر ان النعيمي صرح ل"الحياة" في المؤتمر الأخير في فيينا انه اذا كانت السوق النفطية تتطلب خفض انتاج المنظمة بأكثر من 500 ألف برميل في اليوم، فإنه يتعين ان يتم ذلك في اطار مؤتمر ل"أوبك". يشار الى ان وكالة الطاقة الدولية توقعت أخيراً انخفاضاً كبيراً في الطلب على النفط، ما جعل الأمين العام للمنظمة علي رودريغيز يصدر بياناً يخالف هذا الرأي. وقال ان "أوبك" لا تؤيد الرقم الذي اوردته بعض المصادر عن الانخفاض "الكبير" في الطلب على النفط، مشيراً الى ان توقعات "أوبك" بالنسبة للنمو في الطلب هي بواقع 850 ألف برميل يومياً. واكد رودريغيز في بيانه انه على رغم التساؤلات حول تطور الاقتصاد العالمي، الا انه "ليست هناك أسس نهائية وأكيدة" تبرر اعلان أي أرقام مؤكدة. وقال: "بالنسبة ل"أوبك" نحن ملتزمون استقرار السوق، وستستمر المنظمة في العمل لتأمين كميات النفط المطلوبة في الأسواق. وتمشياً مع هذا الهدف فهي تخفض أو تزيد الانتاج وفقاً للسوق". لكن اعلان الرئاسة الجزائرية ل"أوبك" عن احتمال عقد مؤتمر طارئ، رفع الاسعار في الاسواق، استباقاً لقرار البلدان المصدرة بخفض الانتاج بنحو مليون برميل يومياً، وفقاً لتوقعات عدد من الوزراء في المنظمة. وزير النفط الاماراتي وفي هذا الصدد، أعلن وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان الامارات تؤيد خفض انتاج الدول الاعضاء في "أوبك" بحدود مليون برميل يومياً. وقال ان مشاورات مكثفة تجري بين وزراء المنظمة لتحديد كمية الخفض، معتبراً ان تقليص الانتاج بمقدار مليون برميل يومياً "مناسب" في الوقت الراهن. واضاف الناصري ان دولة الامارات تؤيد أي اجراء تتخذه منظمة البلدان المصدرة للنفط "من شأنه تحقيق التوازن" بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية. واكد بدوره في تصريح ل"الحياة" ان المشاورات بين الوزراء تدور حول امكان عقد اجتماع "طارئ" للمنظمة لاتخاذ قرار بخفض الانتاج. وقال ان توجه "أوبك" نحو خفض الانتاج يهدف الى منع انزلاق اسعار النفط دون الحد الأدنى للنطاق السعري الذي حددته ويراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وذكر ان المنظمة ستدافع عن الهدف السعري البالغ 25 دولاراً للبرميل. ودعا الدول المنتجة خارج "أوبك" الى التعاون مع المنظمة للدفاع عن "سعر عادل" للنفط. ولفت الى ان مسؤولية الدفاع عن الاسعار لا تتحملها "أوبك" لوحدها، وان الدول المنتجة الأخرى مطالبة بالتعاون معها لتحقيق "الاستقرار" في أسواق النفط العالمية والحصول على أسعار "عادلة". وتتوقع نشرة "ميس" المتخصصة بالنفط ان يتم خفض الانتاج بواقع 750 ألف برميل يومياً. وكان وزير في المنظمة صرح نهاية الاسبوع الماضي ل"الحياة" انه "ما زال من السابق لأوانه عقد مؤتمر للمنظمة، حيث انه ينبغي ان يستمر سعر النفط لمدة 20 يوماً متتالية دون مستوى 22 دولاراً، كي تقرر المنظمة خفض الانتاج". ومعلوم ان اسعار النفط هي الآن اكثر من 22 دولاراً للبرميل. وقد استقرت اسعار مزيج برنت القياسي في التداولات الآجلة في بورصة البترول الدولية في لندن صباح امس رويترز في حركة تداول خفيفة اتسمت بتسوية المراكز قبل بيانات المخزون الاميركي. وفي الساعة التاسعة والدقيقة السادسة بتوقيت غرينتش، ارتفع مزيج برنت في عقود ايلول سبتمبر خمسة سنتات الى 24.97 دولار للبرميل. وقال متداولون ان مكاسب الخام ظلت محدودة بسبب النطاق الواسع الذي تدور فيه التكهنات حول حجم الخفض المقترح في انتاج "أوبك". من جهة اخرى، ذكرت مجلة "بتروستراتيجي" النفطية ان عائدات دول "أوبك" النفطية بقيت مرتفعة جداً في النصف الأول من السنة الجارية، على رغم التراجع الاقتصادي العالمي والانخفاض الطفيف في العائدات بالمقارنة مع الفترة نفسها من عام 2000، حيث سجلت عائدات دول "أوبك" في الأشهر الستة الأولى من 2001 مستوى 118.2 بليون دولار مقابل 121.1 بليون دولار في النصف الأول من 2000.