قال وزير النفط الإماراتي عبيد بن سيف الناصري إن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ستخفض انتاجها في اجتماعها المقبل بمقدار 5.1 مليون برميل يومياً إذا رأت أن ذلك ضروري من أجل استقرار السوق. وأشار ان خفض الانتاج بمقدار 5.1 مليون برميل أو مليوني برميل يومياً سيتحدد بعد دراسة التقارير المقدمة في المؤتمر الاستثنائي المقبل للمنظمة في شأن معدلات العرض والطلب على النفط، مشيراً إلى أنه "إذا تبين لنا أنه لأجل المحافظة على استقرار السوق يتوجب خفض انتاج أوبك بمقدار 5.1 مليون برميل يومياً أو أكثر أو أقل، فإن المنظمة ستتخذ القرار اللازم لذلك". ولفت الناصري إلى إمكان خفض "أوبك" انتاجها قبل 17 كانون الثاني يناير الجاري في حال استمرار الأسعار دون مستوى 22 دولاراً للبرميل حتى يوم الاثنين المقبل، وذلك بمقدار 500 ألف برميل أو أكثر. وقال إن تفعيل الآلية المتفق عليها "وارد" في حال استمرار الأسعار دون مستوى 22 دولاراً للبرميل، ولكنه لفت إلى أن ذلك سيخضع لمشاورات مع رئاسة مؤتمر "أوبك" والدول الأعضاء الأخرى، بهدف تقليل الآلية أو تأجيل تخفيض الانتاج حتى الاجتماع المقبل. واتفقت "أوبك" العام الماضي على نطاق سعري بين 22 و28 دولاراً للبرميل، وتخفيض الانتاج 500 ألف برميل يومياً في حال انخفاض الأسعار دون الحد الأدنى لمدة 10 أيام عمل متواصلة. وأضاف الناصري ان السعر الذي تستهدفه "أوبك"، وهو 25 دولاراً للبرميل، هو في رأينا "سعر معقول" ولا يضر بالاقتصاد العالمي. وقال رداً على سؤال في شأن تحرك الإدارة الأميركية لاقناع "أوبك" بعدم تخفيض الانتاج، بحجة وجود نقص في في المخزونات، إن كل دولة تنطلق من مصالحها الخاصة والدول المنتجة لها مصالح في الحصول على سعر عادل، واعتقد أننا كدولة منتجة يجب أن ننظر إلى مصالحنا من دون اغفال مصالح الدول المستهلكة. وقال وزير النفط الإماراتي إن السوق النفطية تعاني من زيادة في المعروض من النفط الخام. ولفت إلى أن أسعار النفط انخفضت بسبب الفائض النفطي في كانون الأول ديسمبر الماضي بنحو 30 في المئة عن مستوياتها خلال شهري تشرين الأول اكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر الماضيين. وأكد الناصري أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط يستدعي تدخل الدول المنتجة في "أوبك" وخارجها لإعادة التوازن إلى السوق النفطية. وقال إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضع في قمته الأخيرة في المنامة "النقاط على الحروف" في دعوته إلى العمل من خلال منظمة "أوبك" على استقرار أسعار النفط والتوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية. وأضاف ان دولة الإمارات بصفتها أحد الأعضاء المنتجين والمنتمين لمنظمة "أوبك" ستعمل مع الدول المنتجة الأخرى على استقرار الأسعار وتجنب التذبذب الحاد في الأسعار، ولفت إلى أن القضاء على ظاهرة تذبذب الأسعار لا يمكن تجنبها كلياً بسبب كونها ظاهرة من مظاهر الاقتصاد العالمي، ولكنه يتعين بين المنتجين لتخفيف مضارها على اقتصادات هذه الدول والاقتصاد العالمي ككل.