تختلف الولاياتالمتحدة ودول الخليج على سعر النفط العادل للطرفين. وبينما ترى واشنطن ان سعر 20 دولاراً ل "سلة اوبك" مناسب للاقتصاد الاميركي ترى دول الخليج ان السعر يجب ان لا يقل عن 25 دولاراً للسلة كمتوسط على مدار السنة. وتنتج 10 دول في "اوبك"، ما عدا العراق، حالياً ما متوسطه 26.7 مليون برميل يومياً ما يعني الفارق السعري البالغ 5 دولارات يساوي دخلاً اضافياً للمنظمة، او انخفاضاً، حجمه 133.5 مليون دولار يومياً او نحو 4.005 بليون دولار شهرياً اي ما يتجاوز 48 بليون دولار في السنة. لندن، الكويت - "الحياة"، رويترز - اظهرت جولة وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون في منطقة الخليج، التي انتهت امس في الكويت، "الهوة الواسعة" بين ما تراه واشنطن سعر نفط عادلاً لاقتصادها لا يتجاوز 25 دولاراً لبرميل نفط الاميركي الخفيف وما تراه دول الخليج التي تنادي بأن يبقى سعر "سلة نفوط اوبك" عند مستوى 25 دولاراً للبرميل. وكان الفارق بين سعري "السلة" 24.43 دولار و"الاميركي الخفيف" 30.05 دولار في حدود خمسة دولارات امس، ما دعا وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح الى القول بعد مؤتمر صحافي عقده مع وزير الطاقة الاميركي "ان الكويت متمسكة بخفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا". واعترف ريتشاردسون في ختام الجولة انه لم يحصل على اي التزام في شأن حجم خفض متوقع في انتاج "اوبك". وقال: "ان المنظمة تبحث في طلب الولاياتالمتحدة باعلان خفض متواضع". وشدد ريتشاردسون، في ختام جولة شملت السعودية وقطر والامارات، "ان الولاياتالمتحدة لا تريد خفض الانتاج لكننا واقعيون... لم احصل على اي التزام، ونحن نطالب بأقل خفض ممكن". ورفض ريتشاردسون الافصاح عن حجم الخفض المتواضع الذي يتحدث عنه لكنه ذكر ان بقاء سعر النفط عند 30 دولاراً للبرميل الاميركي الخفيف غير مقبول، وان خفض انتاج "اوبك" بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يومياً مبالغ فيه. وكان وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي عبيد بن سيف الناصري اعلن مساء الاحد ان بلاده تسعى باستمرار من اجل استقرار الاسواق النفطية، معبراً عن امله في "اسعار للنفط عادلة ومناسبة" للدول المنتجة. وفي ختام اجتماع عقده مع وزير الطاقة الاميركي عبر الناصري عن امله في ان يسعى اجتماع "اوبك" الذي سيعقد الاربعاء الى "موازنة العرض والطلب والتأثير على الاسعار لتجنب اي ارتفاع او انخفاض مفاجئ في الاسعار". ورداً عن سؤال تناول حجم خفض الانتاج المتوقع اقراره خلال هذا الاجتماع، قال الناصري: "لم يتم التوصل حتى الآن الى حجم الخفوضات المقترحة"، مؤكدا ان "الامر متروك للاجتماع المقبل". وقال: "ان انخفاض اسعار النفط الشهر الماضي بنسبة 30 في المئة سبب نوعاً من القلق للمنتجين"، موضحا ان الادارة الاميركية بطبيعة الحال "تنظر دائماً الى مصلحتها كدولة مستهلكة لكننا ننظر ايضا الى مصالحنا كدول منتجة". واضاف: "في النهاية هناك مجال للاتفاق على سعر عادل ومناسب". وعبر الوزير الاماراتي عن امله في بدء تعاون بين المنتجين من داخل "اوبك" وخارجها لمصلحة المنتج والمستهلك معاً، مشيراً الى ان الدول المنتجة غير الاعضاء في "اوبك" تجاوبت مع الزيادة في الانتاج التي اقرتها "اوبك" العام الماضي ورفعت انتاجها ما لا يقل عن مليون ونصف برميل يومياً. ووصف ريتشاردسون محادثاته مع الناصري بانها "جيدة". واوضح ان الوزير الاماراتي "تعهد بأخذ الآراء الاميركية والخاصة بالخفوضات المرتقبة للانتاج في الاعتبار". من جهة اخرى، ورداً عن سؤال تناول تأثير توقف تصدير النفط العراقي، اكد الناصري "ان تأثير ذلك كان سلبياً على الاسواق... وتزامن القرار العراقي مع انخفاض للاسعار الشيء الذي يؤكد ان حجم الانتاج لا يزال مرتفعاً وان هناك فائضاً في العرض". وقال: "ان النفط العراقي لا يزال يمثل عاملاً مهماً في السوق النفطية والتوقف الذي يحدث في انتاجه وتصديره من وقت الى آخر عملية موقتة". وذكرت وكالة انباء "اوبك" نقلاً عن الامانة العامة للمنظمة "ان سعر سلة خامات اوبك ارتفع الى 24.43 دولار للبرميل الجمعة من 24.23 دولار الخميس".