أعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان أن الرئيس بشار الاسد وافق على "تقرير ميتشل" شرط ان لايحل محل "مرجعية عملية السلام"، فيما توقعت وسائل الاعلام الرسمية ان يقابل هذا التقرير و"خطة تينيت" ب"مقاومة عربية قوية"، لانهما استهدفا "انقاذ حكومة ارييل شارون بعد وصولها الى مأزق حقيقي بفعل العمليات النوعية داخل اسرائيل". ونقلت مصادر رسمية عن الاسد تأكيده "عدم جدوى تجزئة المسارات السلمية كي يتم التوصل الى السلام الشامل في المنطقة"، واشار الى ان "أي اجراء يتخذ من دون ان يقنع الرأي العام العربي لن يجدي نفعا وسيؤدي الى تصعيد الاوضاع في المنطقة"، متمنياً ان "يحصر" انان جهوده في تمثيل قرارات مجلس الامن المرتبطة بالصراع العربي - الاسرائيلي وقضية فلسطين. وفي الاطار ذاته، اكد نائب الرئيس عبدالحليم خدام خلال استقباله وفداً من "جبهة النضال الشعبي" ضرورة "توفير كل الدعم لاستمرار الانتفاضة ودعم بالنضال العادل للشعب الفلسطيني". وكان الاسد استقبل امس انان في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع، وناقشا الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية، والعقوبات المفروضة على العراق ووضع "الخط الازرق" في جنوبلبنان وضرورة عدم حدوث تصعيد هناك، خصوصاً في ظل المساعي الدولية المبذولة لتهدئة الوضع بين الفلسطينيين واسرائيل. وصرح انان في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع الاسد أن الهدف من جولته الحالية في المنطقة دفع الجهود الرامية الى تحقيق سلام شامل وعادل فيها على اساس قراري مجلس الامن 242 و338 مضيفاً ان لسورية دوراً مركزياً في ذلك "ولكن المهمة العاجلة هي معالجة الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية". وقال ان الاممالمتحدة تعمل من اجل تعزيز وقف النار وانه ناقش مع الرئيس السوري قضية "توصيات ميتشل". وزاد انه اوضح للأسد ان التقرير "مرحلي له هدف محدد هو اعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى مفاوضات الوضع النهائي وليس القصد منه ان يحل محل مرجعية عملية السلام في المنطقة المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية". وأضاف انان ان الاسد يصر على تلك المرجعية الاساسية لعملية السلام المتمثلة في قراري مجلس الامن 242 و338 ولا يعارض التقرير "لكنه يريد التأكد من انه لن يحل محل القرارات الدولية". واوضح مسؤول رفيع المستوى في الاممالمتحدة في ايجاز لعدد محدود من الصحافيين بعد اجتماع الاسد - انان ان الامين العام لم يطلب دعم سورية تقرير ميتشل مباشرة وشدد على انه "خريطة للعودة الى مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل". واضاف المسؤول الذي حضر محادثات الاسد - انان: "السوريون يريدون التأكد من ان كل الجهود الدولية المبذولة تصب في اطار العمل لتحقيق سلام عادل حر شامل في المنطقة، وطلب الاسد توضيحات لعدم تعامل تقرير ميتشل مع القرارين 242 و338". وتابع المسؤول الدولي ان القيادة السورية تأمل بدور ايجابي من الادارة الاميركية وان تتعامل واشنطن مع عملية السلام في المنطقة على اساس شمولي، حسب مبدأ الارض مقابل السلام وليس على اساس تجزئة القضايا، لكنهم يفضلون ايضا مشاركة اطراف دولية اخرى في السعي الى تحقيق ذلك. وتابع المصدر نفسه ان "لدى السوريين شكوكاً في حكومة شارون والنيات الاسرائيلية ويسألون: لماذا انتخب الاسرائيليون شارون اذا كانوا فعلاً يريدون السلام؟" وسألت "الحياة" المسؤول نفسه وديبلوماسياً نروجياً رفيع المستوى عن امكانات استئناف المفاوضات على المسار السوري فأعربا عن اعتقادهما بأن المجابهة الحالية بين الفلسطينيين واسرائيل، اضافة الى عدم استقرار المسؤولين الاميركيين المعنيين بملفات الشرق الاوسط في مناصبهم عاملان يؤخران تنشيط هذا المسار. وزاد احد المسؤولين: "صناع القرار في اسرائيل، وهي بلد صغير، عددهم محدود ولا يستطيعون التعامل مع قضيتين كبريين في آن معاً.اذا حدث هدوء في الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية واستقر المسؤولون الاميركيون المعنيون بالشرق الاوسط في عملهم، عندئذ يمكن تنشيط المسار السوري الذي هو الآن في المقعد الخلفي ويتقدم عليه ما يجري بين الفلسطينيين واسرائيل".