قالت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتورة حنان عشراوي في لندن أمس إنها ناقشت مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ووزير الدولة للشؤون الخارجية بن برادشو الخطوات الملموسة المطلوبة لضمان وجود عملية سياسية وقانونية تعالج الأزمة الفلسطينية - الإسرائيلية ولا تكتفي بكيفية الحد من اثارها المدمرة. وأبلغت الصحافيين عقب اللقاء الذي استغرق نحو ساعة في مقر وزارة الخارجية البريطانية ان المناقشات شملت الدور البريطاني داخل المجموعة الأوروبية، كذلك من خلال دور لندن مع الولاياتالمتحدة بالنسبة إلى المشكلات في الشرق الأوسط. وقالت الدكتورة عشراوي إن بريطانيا تتميز بوضع فريد لجهة إمكان تأثيرها في صنع القرار على مستويات مختلفة، كذلك اتخاذ خطوات من جانبها. ورداً على سؤال، قالت عشراوي إنها ليست راضية تماماً عن الدور البريطاني في معالجة الأزمة أو عن دور أي طرف آخر "لأننا نعتقد دائماً بأن الجميع بوسعهم أن يبذلوا جهداً أفضل". وقالت إن الرسالة التي تلقتها خلال مناقشاتها مع الوزيرين البريطانيين كانت التشديد على احترام مرجعية عملية السلام ومبدأ الأرض مقابل السلام، كذلك وقف الاستيطان وانتهاكات إسرائيل ضد حقوق الإنسان الفلسطيني. وأضافت ان "بذل جهود أكبر لحل النزاع أهم من العمل دوماً على معالجة الآثار الجانبية أو ردود الأفعال". وعن تصورها للموقف، قالت الدكتورة عشراوي: "انني بصراحة أعتقد بأن حكومة شارون ليست ملتزمة بتحقيق السلام، واعتقد على العكس من ذلك، بأن أجندتها خطيرة ومدمرة للغاية". وأكدت أن ذلك يرجع إلى أن ما يهدف إليه شارون هو التوصل "إلى حالة لا حرب تحديداً ولا شيء غير ذلك، وهذا معناه أن يتخذ الاحتلال شكلاً طبيعياً وأن يصبح الأمن الإسرائيلي شرطاً يسبق كل شيء آخر. كذلك فإن حكومة شارون تقوم بمصادرة الأراضي الفلسطينية وتواصل النشاط الاستيطاني واللجوء إلى العنف واستخدام الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العُزل الفلسطينيين، إضافة إلى تقويض النسيج الأساسي للحياة الفلسطينية". وترى الدكتورة عشراوي أن تقرير ميتشل جيد، ولكن لا ينبغي تجزئته أو التركيز فقط على الجانب الأمني فيه بمعزل عن العناصر الأخرى، وتقول إنه لا ينبغي السماح لإسرائيل أن تفلت من العقاب على تصرفاتها وان من الضروري تنفيذ الإطار السياسي والقانوني فوراً. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن سترو انضم إلى اجتماع الدكتورة عشراوي مع برادشو في منتصفه وذلك ليستمع إلى تصوراتها حول الأوضاع، ويؤكد لها استعداد بريطانيا لبذل كل الجهود الممكنة لاستئناف المفاوضات وعودة الاستقرار إلى المنطقة، واعطاها الوزيران تصوراً عن اجتماع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع نظيره الإسرائيلي ارييل شارون مساء الأحد في لندن. وقال برادشو عقب اللقاء أن تقرير ميتشل "يمثل السبيل الوحيد المتوافر من أجل تحقيق تقدم"، وحض برادشو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على "اتخاذ الخطوات اللازمة لبناء الثقة وتنفيذ التقرير بالكامل وتجديد العملية السياسية. وقال إن قراري مجلس الأمن 242 و338 تتيح تحقيق الأمن لإسرائيل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الوقت نفسه.