حض رئيس الوزراء البلجيكي غي فيرهوفشتاد الرئيس بشار الأسد على "استخدام نفوذه" لتوفير "الهدوء" في جنوبلبنان والاراضي الفلسطينية في الأيام والأسابيع المقبلة لاستغلال فرصة وجود "وجهة نظر موحدة" بين جميع الاطراف الدولية والاقليمية في شأن اقامة دولة فلسطينية والتوصل الى "تسوية شاملة على جميع المسارات" في الشرق الاوسط. وكان فيرهوفشتاد يتحدث في مؤتمر صحافي عقد أمس مع رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي والمنسق الاوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس بعد إجرائهم "محادثات بناءة ومثمرة" مع الاسد في حضور وزير الخارجية فاروق الشرع. وسألت "الحياة" رئيس الوزراء البلجيكي هل يعتقد بوجود فرصة لاستئناف مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل في الوقت الراهن، فأجاب: "عندما نتكلم عن حل في الشرق الاوسط، فاننا نتحدث عن حل على المسار السوري ايضا وليس فقط اقامة دولة فلسطينية، لذلك فاننا نرى اهمية للبحث في جميع القضايا وتحقيق الهدوء في جنوبلبنان، لذلك طلبت من الرئيس الاسد استخدام نفوذه لتحقيق الهدوء في جنوبلبنان وفي الاراضي الفلسطينية في الايام والاسابيع المقبلة". وزاد: "اتفقنا على ضرورة استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن" بعد جمود المسار السوري منذ مطلع العام الحالي، الامر الذي وافق عليه برودي "لانه لا يمكن الفصل بين المسارات التفاوضية، ولان المسار السوري مكمل للمسار الفلسطيني". وقالت مصادر ديبلوماسية أوروبية ل"الحياة" ان موراتينوس أعد "وثيقة" تتضمن تصوراً اوروبياً للحل الشامل واقامة الدولة الفلسطينية على اساس القرارين 242 و338 ناقشه في نيويورك مع مسؤولين أميركيين وعرب "تضمن تأكيد تحقيق السلام على المسارات التفاوضية كافة، بما في ذلك السوري كي يكون السلام شاملا". وفي هذا الاطار، اجرى المبعوث الفرنسي ايف اوبان دولا موسوزيير محادثات مع الاسد. وقال فيرهوفستاد: "للمرة الاولى منذ خمسة اعوام هناك اجماع بين روسيا واميركا والاتحاد الاوروبي والدول الاقليمية على اقامة دولة فلسطينية على اساس قرارات مجلس الامن، وضمان دولة اسرائيل ودولة فلسطينية"، الامر الذي اعتبره "مهماً جداً لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وزاد: "لا بد ان يجلس الطرفان على طاولة المفاوضات لتنفيذ خطة تينيت وتقرير ميتشل، الامر الذي يحتاج الى جهود جميع الاطراف المعنية". وقال: "نريد فترة من الهدوء وعنف أقل كي نخلق الظروف الضرورية لاستئناف المفاوضات". ومساء، وصل الوفد الأوروبي الرفيع المستوى الى بيروتوعقد محادثات مع رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري في حضور وزير الخارجية محمود حمود. وفي إطار حركة الموفدين الى لبنان، وصل ليلاً رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية ايف اوبان دولاموسيزيير الى بيروت والتقى لحود وسلمه رسالة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.