وجهت المنظمات العربية المشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لحركة حقوق الانسان نداءً الى الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى لحض الحكومات العربية على فتح قناة حوار عاجلة لتنسيق المواقف قبل مؤتمر مكافحة العنصرية في جنوب افريقيا المقرر في نهاية آب اغسطس المقبل. وجاء النداء على خلفية شكاوى عدة من غياب التنسيق بين المنظمات الأهلية والحكومات العربية في ما يتعلق بملف إدانة "العنصرية الاسرائيلية" الذي تسعى المراكز الحقوقية الى طرحه على مؤتمر مكافحة العنصرية الذي تنظمه الأممالمتحدة في مدينة ديربان في جنوب افريقيا. وفي إطار السعي لطرح الملف على الجماعات غير الحكومية الدولية والاقليمية قررت المنظمات العربية تبني مجموعة من التدابير في إطار استراتيجية إعلامية واختيار امانة عامة دائمة ينسق شؤونها الدكتور محمد يسري مصطفى لجهة تنفيذ التدابير المتفق عليها في الاجتماع التحضيري النهائي المقرر عقده في جنيف نهاية تموز يوليو الجاري. يذكر أن المنظمات العربية، بمساندة من جماعات إقليمية ودولية حقوقية، تسعى الى استصدار قرار من مؤتمر ديربان يوصم اسرائيل بالعنصرية ويدعو المجتمع الدولي الى اتخاذ تدابير عملية لتصفية آخر معاقل الصهيونية. وفي هذا السياق، أصدر المؤتمر الذي شاركت فيه 65 منظمة غير حكومية عربية ودولية وافريقية وآسيوية إعلان القاهرة الذي نص على دعوة مجلس الأمن الى الاستجابة للمطلب الفلسطيني المشروع بتوفير الحماية الدولية له في مواجهة حرب الابادة والتجويع التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين. وطالب الإعلان بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب من قادة وجنود الاحتلال الاسرائيلي ومجموعات المستوطنين. واشاد بقبول القضاء البلجيكي دعوى محاكمة رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون لمسؤوليته عن مذابح صابرا وشاتيلا. واعتبر أنه "موقف يحيي الآمال في خروج اوروبا ولو مرة عن صمتها على الجرائم والمذابح العنصرية الاسرائيلية". وتضمن الاعلان "مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه تصفية آخر معاقل العنصرية ونظام الفصل العنصري الذي تكرسه دولة اسرائيل وشدد على أن "دول الاتحاد الاوروبي مطالبة باتخاذ خطوات فاعلة بموجب اتفاق الشراكة مع اسرائيل لاجبارها على التزام حقوق الانسان". وتطرق الاعلان الى أوضاع العمالة العربية المهاجرة ودعا الجامعة العربية الى إعداد اتفاقية عربية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم وإبرام اتفاقات ثنائية او متعددة الاطراف مع الدول المستقبلة للعمالة تكفل حمايتهم وتجرم ظاهرة الطرد الجماعي. وفي ما يتعلق بالمؤتمر، أفاد البرنامج العربي لناشطي حقوق الانسان ان السلطات المصرية منعت مدير مؤسسة الضمير لرعاية شؤون المعتقلين الفلسطينيين السيد خليل ابو شمالة من دخول البلاد عبر معبر رفح البري والذي كان مقرراً ان يشارك في أعمال مؤتمر القاهرة. وطالب بيان صدر عن البرنامج السلطات المصرية بعدم تكرار منع الحقوقيين العرب من دخول البلاد. ولفت الى أن "أبو شمالة دخل مصر أكثر من عشرين مرة مما يجعل قرار منعه غامضاً وغير مبرر".