أحكمت قوات الاحتلال الاسرائيلي سيطرتها العسكرية على القرى والمدن الفلسطينية، في بداية "الاسبوع الهادئ" الذي اتفق عليه الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون خلال محادثات منفصلة مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول الخميس الماضي، الامر الذي رأى فيه الفلسطينيون محاولة اسرائيلية أخرى لتطبيق "الاسبوع الهادئ" على الاسرائيليين فقط. أكد شهود في قرية بيت ريما ان قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي، ترافقها دبابتان وجرافة، توغلت داخل اراضيهم الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، مشيرين الى ان الجنود اطلقوا نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاه منازل المواطنين في القرية لتوفير غطاء لعمل الجرافة الاسرائيلية التي بدأت بشق طريق التفافي لخدمة المستوطنات في المنطقة. وقال المواطنون ان القوات الاسرائيلية توغلت بعمق نحو كيلو متر في اراضي السلطة الفلسطينية. وكانت القوات الامنية الفلسطينية تصدت لمحاولة اقتحام أخرى اول من امس للحي الغربي في طولكرم اسفرت عن اصابة الرقيب في جهاز الاستخبارات الفلسطينية اسماعين عناية 23 عاما بعيارين ناريين اثناء تصديه للقوات الاسرائيلية. وأحكم الجيش الاسرائيلي حصاره على القرى والمدن الفلسطينية التي بدأ العديد منها يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء خصوصا بلدة برقة القريبة من نابلس. ولا زال الحصار مفروضا على نحو نصف مليون فلسطيني في منطقة الخليل لليوم الرابع على التوالي. اما في مدينة قلقيلية، فوضعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي إجراءات قمعية اضافية ضد المواطنين، اذ حظرت خروج الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما من مغادرة مدينتهم. وحذر الفلسطينيون من خطورة هذا الاجراء وهو الاول الذي يفرض على مدينة فلسطينية لوحدها. وعلى معبر رفح على الحدود المصرية-الفلسطينية، توفيت الفلسطينية فاطمة الشرافي 65 عاما بسبب اصابتها بنوبة قلبية اثناء عودتها من مصر الى غزة بعد ان قضت يومين كاملين على الحدود تنتظر السماح لها بالدخول الى القطاع. ويشهد معبر رفح ازدحاما خانقا ولا يزال الاف المواطنين عالقين على المعبر الذي يجري العمل فيه من جانب السلطات الاسرائيلية ببطء شديد ولم يسمح سوى ل 100 مواطن من العبور حتى ساعات المساء. وكان دوري غولد أحد مستشاري شارون اعلن ان اسرائيل ستبقي حصارها على الاراضي الفلسطينية "طالما استمرت اعمال العنف"، مضيفا انه "يمكن ان نتخذ اجراءات لمساعدة المدنيين الفلسطينيين فقط عندما يستقر الوضع الامني". ومنحت الولاياتالمتحدة من خلال ما صرح به وزير خارجيتها كولن باول اثناء زيارته للمنطقة "فيتو" اسرائيلي على مسألة تحديد مدى انخفاض العنف. وفي الوقت الذي اعتبر فيه الفلسطينيون الخميس الماضي اولى ايام العد التنازلي ل"الاسبوع الهادئ" الذي تم الاتفاق عليه عبر وساطة باول نفسه، اعلنت اسرائيل ان قذائف "الهاون" التي اطلقت على مستوطنات في غزة اول من امس تعني ان "عقارب الساعة ما زالت متوقفة". ويرى الفلسطينيون ان حكومة شارون تسعى الى المماطلة واضاعة الوقت للتهرب من التزاماتها المستحقه عليها وفقا لتوصيات لجنة "ميتشل" من جهة ولاستكمال سيطرتها واعمالها القمعية ضد الفلسطينيين لانهاء انتفاضتهم. ويقول الفلسطينيون ان الجيش يرفق حصاره المحكم لاراضيهم، والذي لم يرفع ولو ليوم واحد، باجراءات فرض امر واقع جديد من شوارع التفافية ومصادرة للاراضي واقتلاع للاشجار واعتقالات جماعية للشبان. وحذر كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات من ان المماطلة الاميركية في وضع جدول زمني لتنفيذ توصيات "ميتشل" ستعطي اسرائيل الضوء الاخضر لوضع توصيات ميتشل "في الارشيف". وقال للاذاعة الفلسطينية من لشبونة: "نطالب الولاياتالمتحدة باعلان الجدول الزمني الخميس المقبل موعد انتهاء اسبوع التهدئة، وانا احذر انه اذا لم يتم ذلك فانه سيوفر غطاء لحكومة شارون لتحويل تقرير ميتشل الى وثائق ارشيفية كما فعلت بباقي الوثائق والقرارات الدولية، واخشى ان تعتبره اسرائيل غطاء وضوءا اخضر لشن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني". وكانت مصادر صحافية اسرائيلية كشفت ان شارون طلب من جيشه وضع خطة لعملية عسكرية شاملة لتقويض السلطة الفلسطينية في كامل الاراضي الفلسطينية الخاضعة لسيطرتها.