} بعد قمة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين، شكلت بداية تعاون حقيقي ضد أحادية الولاياتالمتحدة، حذر الأول من أن بلاده ستنخرط في سباق تسلح قال إن "خطره سيصبح حقيقة"، في حال واصلت واشنطن خرق اتفاقات المعاهدة المضادة للصواريخ البالستية. أعادت موسكو وبكين الكرة الصاروخية إلى الملعب الأميركي، ورفضتا "الرسالة" التي وجهتها واشنطن الى قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني جيانغ زيمين باطلاقها صاروخاً معترضاً للصواريخ البالستية. وكشف الرئيس الروسي معلومات تفيد أن التجربة فاشلة، لكنه اكد ان نجاحها "لن يخيف روسيا" وستردّ بوضع رؤوس متعددة على صواريخها العابرة للقارات، وهي على استعداد لإعادة الانخراط في سباق التسلح. واعتبر مراقبون ومحللون ان تجربة الصاروخ الأميركي تزامنت مع اهم تقارب روسي - صيني أسفر عن توقيع معاهدة تعاون لمدة 20 سنة. وأشاروا الى ان واشنطن انما ارادت ان تبلغ بوتين وجيانغ انها مصممة على مواصلة مخططاتها لإقامة شبكة الدرع الصاروخية من دون اعتبار اعتراضات موسكو وبكين. وصدر أمس بيان مشترك دعا فيه الرئيسان الى "الحفاظ على التوازن الاستراتيجي ... والتقيد غير المشروط" بالمواثيق المبرمة، خصوصاً معاهدة العام 1972 التي يرى الأميركيون انها اصبحت "بالية". وبدأت الولاياتالمتحدة خطوات اعتُبرت "خروجاً غير معلن على المعاهدة، وبينها التجربة الصاروخية الأخيرة واعلان الرئيس جورج بوش برنامجاً عسكرياً صاروخياً بحجة ان معاهدة 1972 المضادة للصواريخ البالستية تحتاج الى تطوير مع انتهاء الحرب الباردة". وذكر بوتين، في حديث إلى صحيفة "كوريرا ديلا سييرا" الإيطالية أمس أن الاميركيين تحدثوا عن محاولة واحدة فقط نجحت في اطلاق صاروخي اعتراضي، في حين تفيد المعلومات المتوافرة لدى موسكو بغياب اي نجاح. وأضاف: حتى في حال تحقيق نجاح، فإن الخبراء الأميركيين والروس يرون ان في الامكان اسقاط "صاروخ واحد او حتى عشرين او مئة ... ولكن لا يمكن إسقاط ألف صاروخ". واوضح أن روسيا بهذا المعنى "لا تخاف" انسحاب الولاياتالمتحدة من معاهدة 1972 ولا تعتبر ذلك خطراً على أمنها. لكنها ترى ان انتهاك تلك المعاهدة يشكل خطراً على البشرية، إذ سيدفع روسيا الى الرد ووضع رؤوس متعددة على كل من صواريخها العابرة للقارات، ما يجعل الشبكة الأميركية سهلة الاختراق. ومن دون ان يذكر الصين بالاسم، قال إن "دولاً نووية اخرى يمكن ان تقوم بخطوات مماثلة" فيما ستعلن دول جديدة انتماءها الى النادي النووي. وحذر من "ان خطر سباق تسلح جديد سيصبح حقيقة". وقال ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان اعلان نجاح التجربة الصاروخية الأميركية وُقّت ليتزامن مع لقاء بوتين - جيانغ ويسبق، بأيام، قمة الدول الصناعية الكبرى التي ستعقد في جنوى بين 20 و22 من الشهر الجاري. وأضاف ان واشنطن تأمل بأن يسحب حلفاؤها الأوروبيون اعتراضاتهم على برنامج الشبكة الصاروخية، ما سيجعل بوتين "معزولاً" في القمة. وفي محاولة لاستباق مثل هذا التطور، دعا الرئيس الروسي الى إنشاء شبكة أوروبية للحماية من الصواريخ غير الاستراتيجية لتكون رداً على الخطر الذي يقول الأميركيون إنه قد يصدر عن "دول مارقة". ودعا بوتين الى حل حلف شمال الاطلسي والاستعاضة عنه بكيان أمني أوروبي جديد يضم روسيا.