أول الكلام: للشاعر السعودي الكبير/ حسن عبدالله القرشي، في رثائه للفنانة العبقرية/ سعاد حسني: - فارحلي يا سعاد كالكوكب الهادي فسُكناك: موقع الجوزاء والى أن نلتقي فإنَّ لذكراكِ عزاء: مُضمَّخاً... بالوفاء!! ... ولم تجفَّ دموع المحبين والأوفياء، والمتبتِّلين أمام الجمال والفرحة، والسعداء بضحكة بيضاء كانت تتحد مع طفولة انسانها التي ما برحتها حتى غزتها الأمراض، ورمَّدت ضحكتها الأحزان والعزلة! وما زالت قصائد الشعراء تنثر كنجوم المساء التي أبدلت وصوصتها: دموعاً... وما زالت كلمات الكتاب تحمل أصداء صوت وإبداع وحيوية فنانة تميزت بالحياة! ورغم ما تلقيته عبر البريد الالكتروني من رسائل بلا توقيع، صبّ فيها كاتبوها: لعناتهم على قلمي الذي كتب عن/ سعاد حسني، وناصر الشاعر الكبير/ غازي القصيبي في قصيدته عنها... حتى أوغل بعض هؤلاء الذين لا يعرفون من الحياة إلا اللعنات، والحرام، والعيب، وتحقير من يخالفونهم الرأي... فاتهموني بالانحلال!!! لا بأس... فلكلٍ وجهة هو مُولِّيها، ولم تكن وجهتي شخص سعاد، خاصة بعد رحيلها، بل هو الاحتفال بمن كانت تبذر الحياة في وجدان الناس وصدورهم... والإسلام العظيم: لم يشذبنا ويهذبنا ثم يأمرنا أن نلعن الحياة والجمال والحب، وأن نتمسك بنقائضهم!! واليوم... يتفضل عليَّ - كعادته أبداً - استاذي وصديقي الشاعر المكي الكبير/ حسن عبدالله القرشي... ويُضمّخ أرجاء نقطة حوار بوفائه للفنانة العبقرية - كما وصفها - سعاد حسني... في هذه القصيدة/ الدمعة التي اقتطف لكم ورداتها في هذا العمود: - رحلَتْ. يا لبدرنا الوضَّاءِ قد عراه الخسوف عَبْر الفضاء وانطوى السعد عن سعادٍ وأوْدَت أيُّ شمس تغيب في الظلماء لَهْفَ نفسي على غناء تولَّى كتولِّي الربيع جَمَّ العطاء وجَمالٍ... وأين منه نظير وخلودٍ للفن دون امتراء؟ مرح يملأ الدُّنَى عبقري فإذا الكون في جَنَى وصفاء يا لحسنٍ مزاحه طفلة تَشْ دُو، ومِنْ شدوها رقيق الحداء عشقَتْها القلوب منذ تراءت في بهاءٍ عذبِ الرؤى والنقاء مَبْسِم يسكبُ الحنان نَدِيُّ يتراءى كالفجر في اللألاء وقوام كالغصن حُلو التثنّي قَدْ تناءى عن نشوة الكبرياء! خسِئ الداء وهو يغزو سناها مُذْ شجاها في قسوةٍ وبلاء ورماها في هُوَّة غادرتها في ابتعادٍ، وغربة، وشقاء زعموا أنه انتحار، وحاشا يتردَّى النبيل في الأشقياء! فَقْدها جلَّل النفوس بحزن أبديّ... مُلوَّن الأرزاء وهيَ لو تُفتدى، فداها قبيل لا يبالي آلامَ أيِّ فداء ليس يُنسى فنٌ عريق رعته زاهرُ اللَّمْح عاطرُ الأنداء! فارحلي يا سعاد كالكوكب الها دي، فسكناك موقع الجوزاء والى ان نلتقي فإن لذكرا كِ عزاء مُضمَّخاً بالوفاء!