لعشاق الشعر الأصيل عودة إلى ينابيعه الدفاقة وإضاءات ساطعة من كواكبه وذلك من خلال الديوان الجديد «الصراخ في مدن النحاس» للشاعر العربي الكبير حسن عبدالله القرشي -رحمه الله- الذي رحل عنا عام (2004م) ولكون القرشي من رواد التجديد في القصيدة الحديثة ارتأت ابنته الدكتورة ليلى القرشي أن تجمع كل قصائده التي نشرت قبل وفاته في الصحف والمجلات مثمنة دورة الكبير في المشهد الشعري العربي عبر حياته الحافلة مع القصيدة العربية المتألقة تقول ليلى في مقدمة الديوان: ولك أيها القارئ أن تستشعر معاني قصائد الشاعر التي يعود فيها إلى ماضيه العريق وذكريات البطولة والفخر والثراء العاطفي وبين وجوده في خواء العاطفة وانتقال الحياة إلى الجانب المادي والتعاطي الخاطئ في التعامل مع الحياة والأحياء، وفي رثائه لبعض أحبابه دليل على فقده للدفء والحب والتجاوب الذي كان يستشعر معهم وبينهم، الديوان حوى اثنتي عشرة قصيدة جاء معظمها رثاء لعدد من أعلام عصره، بينما جاءت قصائد دفاعاً عن لغة القرآن وأخرى إنسانية نظمها في حفيدته ليان القرشي.. يقول في مطلع قصيدة «مصرع إنسان» والتي كتبها في رحيل الشيخ محمد سرور الصبان: أَوَ غادرت يا كبير الفؤاد والهواء يشعل القلوب الصواري والأماني ما تزال نَشَاوَى رانيات للكوكب الوقادِ أَوَ غادرت فانْطَوى العلم الفرد، وتاهت مواكب الأمجادِ واستفاقت على الفجيعة أكباد، غزتها مواجع الأكبادِ