تردد اخيراً بين الاوساط السياسية والديبلوماسية في اسمرا واديس ابابا ان الولاياتالمتحدة تجري اتصالات مع مسؤولين من العاصمتين لترتيب عقد يسمح لاثيوبيا باستخدام ميناء عصب الاريتري المطل على البحر الاحمر مجدداً عبر عقد إيجار لفترة ثلاثين سنة، وان تدفع واشنطن نفقات الايجار في إطار جهودها لتطبيع العلاقات بين البلدين اللذين خاضا حرباً استمرت اكثر من عامين على الحدود بينهما. ذكرت صحيفة اثيوبية مستقلة امس ان اديس ابابا تبحث في امكان استئجار ميناء عصب الاريتري المطل على البحر الاحمر. وهو الميناء الذي كان منفذها الوحيد على البحر وفقدته بعد تحرير اريتريا من اثيوبيا في العام 1991 واستقلالها عنها رسمياً في 1993. ونسبت صحيفة "ذي برس" التي تصدر باللغة الامهرية، الى مصادر ديبلوماسية تأكيدها بان الولاياتالمتحدة "تشجع" اثيوبيا على عقد صفقة الايجار لفترة ثلاثين عاماً. وان واشنطن مستعدة لدفع نفقات الايجار "في إطار جهوها لتطبيع العلاقات بين البلدين" بعد الحرب الحدودية بينهما. واكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" في اديس ابابا امس، ان معلومات ترددت اخيراً في هذا الشأن، خصوصاً ان اريتريا تحتاج الى سيولة نقدية بعد الحرب الاخيرة، في حين تواجه اثيوبيا صعوبات في استخدام موانىء بعيدة عن اديس ابابا مثل جيبوتي، ومومباسا الكيني وبربرا الصومالي. وفي اسمرا، ذكرت صحيفة "ستيت" الاريترية المستقلة نقلاً عن شبكة اثيوبية للمعلومات: "ان دراسات بين اثيوبيا واريتريا في شأن تأجير الميناء اوشكت على الانتهاء". لكن مسؤولاً اريترياً رفض الفكرة، وقال :"ان هذا الموضوع ليس ضمن برامجنا، خصوصاً ان الاثيوبيين لا يرغبون في السماح بعودة النازحين الاريتريين الى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب الحرب الاخيرة". واكدت الصحيفة الاريترية ان "الولاياتالمتحدة تمول مشروع تأجير الميناء البحري في شكل قرض". واشارت الى "ان واشنطن ارسلت وفداً الى كل من اسمرا واديس ابابا لاجراء محادثات في الشأن". وترغب الولاياتالمتحدة في تطبيع العلاقات بين اسمرا واديس ابابا، كما تسعى الى التوفيق بين الحكومة الاثيوبية ومعارضيها في الاطار نفسه. لكن اديس ابابا تُفضل إتضاح الرؤية في المقام الاول، خصوصاً في ما يتعلق بمستقبل الحكومة الاريترية الحالية، والتي كان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ذكر انه لا يمكن تطبيع العلاقات معها في ظل وجود افورقي على رأسها. وكان مصدر في السفارة الاميركية في اسمرا اكد ل"الحياة" الشهر الماضي ان بلاده ترشح اريتريا بلداً يمكن استخدام جزره في البحر الاحمر قرب عصب لانشاء محطة تسهيلات للقوات البحرية الاميركية. وسألت "الحياة" الامين العام ل"الجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية" الحاكمة في اسمرا الامين محمد سعيد عن هذه المحطة، لكنه رفض التعليق على الامر. وفي الاطار نفسه، ذكرت صحيفة "مقالح" الاريترية امس عن نشرة "افريكان ريفيو" ان الرئيس الاريتري اساياس افورقي لا يمانع في عقد تأجير ميناء عصب الى اثيوبيا، ونقلت عنه قوله: "إذا ارادت اثيوبيا ان تستخدم ميناء عصب، فهو جاهز ويخدم البلدين ... وأضاف: "على رغم ان حكام اثيوبيا فضلوا عدم استخدام الميناء، لكننا نرحب" بهم اذا ارادوا استخدامه. وكانت اديس ابابا اوقفت استخدام الموانىء الاريترية بعد اندلاع الحرب الحدودية في العام 1998. وتعتبر اسمرا ان من بين اسباب اندلاع الحرب الحدودية بين البلدين رغبة اثيوبيا في الوصول الى منفذ على البحر عبر السيطرة على ميناء عصب بالقوة العسكرية.