فجر نجاح تجربة اميركية لاعتراض صاروخ عابر للقارات سجالاً مع روسيا التي أبدت غضباً قبل اسبوع من موعد القمة التي ستجمع الرئيسين جورج بوش وفلاديمير بوتين. ليل السبت - الأحد وعلى ارتفاع 140 ميلاً عن سطح الارض، فوق المحيط الهادئ، اعترضت "عربة قتل" انفصلت عن الصاروخ المعترض بعد 10 دقائق من اطلاقه، واصابت صاروخاً عابراً للقارات معداً للتجربة، اطلق من قاعدة رونالد ريغان لتجارب الصواريخ في كواغالين اتول، في جزر المارشال. واطلق الصاروخ المعترض "Minuteman II" من قاعدة فاندنبرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا، واصطدمت "عربة القتل" بالصاروخ وهو في منتصف المسافة للهدف المحدد للصاروخ العابر للقارات محققة اصابة مباشرة. وراقب الصحافيون ومسؤولون في البنتاغون لحظة الاصطدام التي رافقها وميض أبيض شبهه أحد المسؤولين العسكريين باصطدام طلقتي رصاص. وجاء نجاح التجربة بعد محاولتين فاشلتين، وكانت الثانية في نهاية عهد الرئيس السابق بيل كلينتون العام الماضي. وهذه هي التجربة الناجحة الثانية منذ بدأت الولاياتالمتحدة سلسلة تجارب لنشر شبكة صواريخ دفاعية مضادة للصواريخ النووية، في اطار "حرب النجوم". وشجع نجاح التجربة ادارة الرئيس بوش على المضي في تعهدها تسريع التجارب لاستكمال بناء الشبكة الدفاعية، على رغم المعارضة الروسية والصينية والاوروبية. البيت الأبيض والبنتاغون قللا قبل التجربة من أهمية فشلها أو نجاحها باعتبارها في اطار سلسلة اختبارات لتطوير التقنية، وذلك مخافة ان تكون هناك انعكاسات داخلية سلبية على البرنامج في حال فشلت التجربة. ولكن بعد الاعلان عن نجاحها لم يخف مسؤولو الادارة الاميركية فرحهم وأهمية الخطوة لاستثمارها في تأمين دعم الكونغرس البرنامج. وكان بعض اعضائه انتقد الكلفة الباهظة لبرنامج الشبكة خصوصاً ان التقنية غير جاهزة بعد. ولا شك ان النجاح سيعزز موقف ادارة بوش التي تسعى الى الغاء معاهدة "أي. بي. ام" للحد من انتشار الاسلحة البالستية، والتي وقعت مع روسيا عام 1972. ويعتبر موضوع الغاء المعاهدة من اهم الأمور العالقة بين روسيا والادارة، خصوصاً ان موسكو تتمسك بالمعاهدة. وفور اعلان نجاح التجربة دانتها مشيرة الى انها تسيء الى معظم الاتفاقات المبرمة في مجال نزع السلاح النووي. وجاء في بيان للناطق باسم الخارجية الروسية: "مرة أخرى نجد انفسنا نواجه سؤالاً بسيطاً: لماذا الوصول الى نقطة تهدد قضية نزع السلاح النووي وعدم انتشاره، التي تمثل صلب المعاهدة المضادة للصواريخ". وشدد على أن بلاده تتمسك ب"تدعيم معاهدة اي. بي. ام. وهي مستعدة لمناقشة كل المشاكل التي قد تثيرها". وكانت ادارة بوش طلبت من الكونغرس زيادة المخصصات لتسريع التجارب، ووقف الجدل حول اهمية الشبكة وحجم التهديدات التي ستتعرض لها الولاياتالمتحدة في المستقبل. وقال نائب وزير الخارجية بول ولفويتز أمام الكونغرس الاسبوع الماضي: "لا نستطيع تحمل كلفة الجدل حول التهديدات. نحن في سباق مع الوقت، خصوصاً لأننا نبدأ متأخرين". وقالت مصادر في الادارة ان بوش سيسعى خلال لقائه بوتين الى اقناعه بالتخلي عن معاهدة "اي. بي. ام" وإلا فان الولاياتالمتحدة ستعلن انسحابها منها.