} وجهت موسكو "رسالة صاروخية" الى الولاياتالمتحدة باطلاق صاروخ قادر على حمل عدد من الرؤوس النووية. وأعلن رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الجنرال اندريه نيكولايف ان روسيا ستعيد النظر في خطة بناء القوات المسلحة، لمواجهة انتهاك واشنطن المعاهدة المتعلقة بالردع الصاروخي، وذلك في اشارة الى الدرع الصاروخية التي تعتزم الادارة الاميركية اقامتها وتستعد للطلب من الكونغرس تخصيص أموال لها في شكل عاجل. أطلق صباح أمس من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان صاروخ روسي من طراز يعرف في الغرب باسم "اس اس 19" فيما يسميه الروس "ار اس 18". وعلى رغم ان هذا النوع من الصواريخ كان بدأ انتاجه في أواسط السبعينات فإنه لا يزال بعد من أهم الأسلحة الاستراتيجية الروسية، وهو قادر على اختراق أي شبكة دفاعية مضادة للصواريخ، ما يجعل اطلاقه بمثابة رد مباشر على نية الولاياتالمتحدة اقامة شبكة لحماية أراضيها من الخطر الصاروخي. وكان الرئيس فلاديمير بوتين حذر من أن بلاده ستلجأ الى "رد يكلف الحد الأدنى من النفقات" لمواجهة نية الولاياتالمتحدة الانسحاب من معاهدة 1972 التي تصفها موسكو بأنها أساس الاستقرار الاستراتيجي في العالم. ولدى روسيا حالياً 140 من صواريخ "ار اس 18" وسيخفض عددها الى 105 بسبب "تقدمها في العمر" أي انها انتجت في فترات سابقة تراوح بين 16 و27 سنة. وعلى رغم ذلك، أكد هيربرت يفريموف المدير العام لمصنع مدينة ريوتوف في ضواحي موسكو الذي يقوم بانتاج هذا السلاح الاستراتيجي ان "ار اس 18" متفوق على "توبول ام" الذي كان اعتبر من أهم الأسلحة الروسية. وأضاف ان لدى روسيا صاروخاً واحداً يعرف باسم "ساتان" أي "الشيطان" وهو الأكثر فاعلية ويتفوق على كل الأسلحة الأخرى. وشكا يفريموف من أن الدولة لا توفر المال الكافي للحفاظ على الجاهزية القتالية لهذه الصواريخ وانها أمنت في العام الماضي أربعة في المئة فقط من الحاجات. وتوقع أن يتضمن برنامج التسلح الذي يجري اعداده حالياً ارقاماً أكبر من السابق. ومن جانبه، حذر الجنرال نيكولايف من أن روسيا ستعيد النظر في مجمل خططها العسكرية في حال انتهاك الولاياتالمتحدة معاهدة 1972. وقال ان واشنطن يمكن أن تقوم بتطوير صاروخ "مينتمن" ليكون قادراً على اعتراض الصواريخ العابرة للقارات أو أن تعمد الى بناء أو تحديث محطات الرادار في النرويج وبريطانيا أو انشاء محطات في آلاسكا لاطلاق صواريخ عابرة للقارات. وذكر ان هذه الخطوات لا تشكل انسحاباً كاملاً من المعاهدة لكنها ستكون "انتهاكاً فظاً" لها. وفي هذه الحال فإن الرد الروسي سيتمثل في وقف تفكيك صواريخ "ار اس 18" التي تحمل رؤوساً متعددة وزيادة الرؤوس الموضوعة على صواريخ "سينيغا" التي تحملها الغواصات وعلى صواريخ "توبول أم" البرية. وانتقد نيكولايف قراراً كان اتخذ سابقاً بتقليص قوات الصواريخ الاستراتيجية، وقال ان هذه القوات أصبحت الآن "بقرة مقدسة لا يجوز المساس بها". واعترف الجنرال بأن الحريق الذي جرى أخيراً في مركز عسكري للاتصالات الفضائية، جعل روسيا عاجزة عن رصد انطلاق صواريخ عابرة للقارات من أراضي الولاياتالمتحدة. وطالب باحياء الاستطلاع الاستراتيجي، مؤكداً ان القوات الصاروخية "لا قيمة لها" من دونه. ويتوقع الخبراء ان تكون "الرسالة" التي وجهت الى واشنطن أمس، تتمة، في حال اصرار الجانب الأميركي على اقامة الدرع الصاروخية. وفي واشنطن رويترز، كشفت وثائق وزارة الدفاع البنتاغون ان ادارة الرئيس جورج بوش ستطلب من الكونغرس .97 بليون دولار من موازنة عام 2002، للتعجيل في تنفيذ برنامج للدفاع الصاروخي مثير للجدل يتجاوز النظام الارضي المحدود الذي اقترحه الرئيس السابق بيل كلينتون. وجاء في مذكرة صدق عليها يوم الجمعة الماضي، نائب وزير الدفاع بول ولفوويتز، ان المبلغ المطلوب يزيد .22 بليون دولار عن التمويل الذي طلب في موازنة دفاع سابقة. وطبقاً لخطة ادارة كلينتون السابقة كان المبلغ سيقترب من خمسة بلايين دولار خلال العام المالي الذي يبدأ من اول تشرين الاول اكتوبر المقبل. ويظهر من الوثيقة ان البنتاغون تخلى عن استراتيجية كلينتون الاكثر حذراً والتي تقوم على استخدام وسائل اعتراض ارضية متمركزة في الاسكا لتدمير الصواريخ في الجو. وبدلاً من ذلك يستكشف برنامج ادارة بوش "الى اقصى حد ممكن" فاعلية منصات اطلاق الصواريخ الارضية والجوية والفضائية لضرب الصواريخ في كل مراحل عملها، بما في ذلك مرحلة التشغيل والاطلاق او ضربها في الجو اثناء انطلاقها صوب الهدف. وتعكس الوثيقة التي حصل عليها موقع "انسايد ديفينس" الاخباري على الانترنت، اول تغيير كبير في برنامج دفاعي يتكلف بلايين الدولارات، بناء على عملية مراجعة شاملة للاستراتيجية وللقوات والاسلحة والتي قام بها وزير الدفاع دونالد رامسفلد منذ تسلم ادارة بوش مقاليد السلطة من كلينتون في 20 كانون الثاني يناير الماضي.