أول الكلام: لشاعر النغم الظامئ/ محمد اسماعيل جوهرجي: - أُعاتب طيفَه إن مرَّ ليلاً وإلاَّ... فاحتباس الشوق عندي: يُصوِّر حالتي فيما أُعاني ويرسم لوحة تحكي بِوجْدي!! 1 ذات يوم - من ذاكرة الحزن - نزل التشقُّق في أحداقه. وجد كل الصور تبدو ممزقة، وقلوب الناس: كرتونية... تتحوّل عند البعض الى: كربونية!! اكتشف: انَّ كذب البعض يحبس صدق الآخرين. وهكذا كان يبتدع وقوفاً: مميّزاً بالحزن... وكان يرتمي في قيظ برود العواطف الانسانية حتى الثلج أحياناً، فكأنه انتزع النبض من الدماء... وكأنَّ الناس أصبحوا يتواجدون على شطآن الملح: بلا حزن على الماضي!! 2 اللحظات: صارت تنبش في وريد العجز، وتدخل بالناس الى صدى أبكم لخفقاتهم! وهو... يقف - في صف هذا الجيل الذي يعي فقدان الأشواق - يشتري الضحك بلحظات وقتية. - يهمس لنفسه في انفراده بها: كل الأشياء المجرّدة/ حقيقة، والحب وحده: لم يكن حقيقة كاملة... انه مزيج من اللمس والتخيّل... من الهمس وغِنَى الأحلام... وها هي التحوُّلات: لا تعنيني، فمتى تواجدت التحولات... ضاع الحب! مضاد "هو" لكل تلك التحوّلات التي تُبدّل قدرة النبض على الحياة. أجراس الوحدة، في ليلة غاب عنها قمرها وهمسها: جعلته من قطعة العود... يفوح بخورها بالعبق... لكنه يحترق!! 3 منعكس "هو" على موجة بحر... في شروق يوم "ساحليّ". منساب خفقُه في طيات غيمة بلا غبار... يتفاعل مع البحر، يُسقط أمطاراً، ويشقّ السماء: أمطاراً ورعوداً، وبروقاً. يخاطب كل رفض الكلام... ينتشي، يتعمَّق، يندفع الى: مقدرة الصبر على المشي فوق طريق طويل، يجد اللحن في نهايته: مكتملاً! - يردد: حين ننسى... لا نذكر أبداً احتمال الفراق، ولوعة الحزن، وسكين القطيعة، ومرارة الموت... إننا ننحاز لحظتها الى: غرورنا، ونمتلئ بالأماني الطارئة، والرغائب الزائطة، والشهوات الماجنة... وتتّسع الرقصة فوق مسرح الحياة!! 4 ركض وراء أغنية صيف "مبلول"... فهل هناك أيضاً: حب صيف؟! كان يهرب الى البحر من صمت المساء/ هذا الوافد كل ليلة بانفعال طقسه، وبكل افتعال هروب الناس وضحكاتهم البلاستيكية! كان ينبغي عليه - إذاً - ان يتوقف ليتساءل، ليفهم، ليمتلك جانباً من ذلك الوضوح المتواري خلف ضحكات الناس البلاستيكية! كان ينبغي... لكنه اكتفى!! وبقيت "الوقفة" في حد ذاتها: حصاد ذكرى، ورَجْع حنين يقرب من خيالاته، حيث تركته يعدو الى خطى الزمان اللاهثة على درب فساد الحلم، أو... حتى قتله!!