} نفى وزير الاستخبارات الإيراني اتهامات متشددين بالتنصت على معارضي الرئيس محمد خاتمي، معتبراً اياها "مزحة"، فيما أكدت أوساط طالبية اعتقال ستين شخصاً في الذكرى الثانية لاقتحام الشرطة الحي الجامعي في طهران. وانتقلت قضية اغتيال المومسات في مشهد إلى البرلمان، حيث ألح نواب على كشف الملابسات وضمان الأمن في المدينة. طهران - أ ف ب، رويترز - نفى وزير الاستخبارات الإيراني مزاعم متشددين أكدوا أنهم كانوا هدفاً لعمليات تنصت يمارسه الاصلاحيون. ونقلت وسائل إعلام رسمية أمس عن الوزير علي يونسي قوله إن اتهامات التنصت التي روجت لها صحف المتشددين ليست إلا "مزحة". وتصاعد الجدل في هذا الشأن مع اتساع الصراع على النفوذ بين الأطراف المتنافسة قبل تعديل وزاري. وأوضح يونسي أنه "لا يمكن التنصت على الهواتف من دون أجهزة اتصالات وتنسيق مع وزارة الاستخبارات، وقانونياً تعد المراقبة الالكترونية حكراً على الوزارة". وأثار عضو يميني في البرلمان القضية للمرة الأولى هذا الشهر، متهماً مستشارين بارزين للرئيس محمد خاتمي بالتورط بمؤامرة لمراقبة المعارضين. ويرى محللون أن هذه الاتهامات جزء من حملة للتأثير في الاصلاحات، ولعب دور أقوى في ما يتعلق بالحكومة الجديدة التي سيشكلها خاتمي الشهر المقبل. ويتمتع مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، الذي يمارس متشددون قريبون إليه ضغوطاً ضد إصلاحات خاتمي، بحق الاعتراض على التعيينات في المناصب الوزارية الرئيسية، ومنها وزارتا الدفاع والاستخبارات. اعتقالات في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الطالبية أمس أن الشرطة اعتقلت الاثنين في طهران أكثر من ستين شخصاً، بينهم عشرون طالباً، في الذكرى الثانية لهجوم الشرطة على الحي الجامعي في تموز يوليو 1999. وكانت وزارة الداخلية الإيرانية حظرت كل أشكال التجمع لإحياء ذكرى مهاجمة الشرطة مباني الحي الجامعي في العاصمة. ونقلت الوكالة عن مسؤول في شرطة طهران ان "العديد من المعتقلين ارسلوا معلومات إلى الخارج من مكان التظاهرات" وسط المدينة. وأشار المسؤول الذي عرّفت عنه الوكالة باسم علي تعالي، إلى أن "طلاباً آخرين اعتقلوا وهم يحاولون التوجه إلى الحي الجامعي". واندلعت صدامات بعد ظهر الاثنين بين الميليشيات البسيج والطلاب أمام الجامعة. وجاء هجوم الشرطة في تموز 1999 بعد تظاهرة للطلاب، احتجاجاً على منع القضاء صحيفة "سلام" الاصلاحية من الصدور. وامتدت الاضطرابات الأوسع من نوعها منذ الثورة الإسلامية عام 1979، إلى عدد من المدن الإيرانية، ما أسفر عن سقوط قتيل و34 جريحاً وفقاً لحصيلة رسمية. اغتيال المومسات على صعيد آخر، طالب نواب مدينة مشهد شمال شرق السلطات الإيرانية بكشف ملابسات مسلسل جرائم القتل التي استهدفت 17 مومساً، قضين خنقاً خلال الأشهر الأخيرة في المدينة. واكتشفت جثة الضحية الأخيرة 30 عاماً الأحد الماضي، في أحد الأحياء الشعبية جنوب مشهد، وقال محمد ابي - خراساني، النائب عن المدينة والحليف القريب إلى الرئيس خاتمي أمام البرلمان أمس: "من حقنا أن نعرف ما تقوم به الشرطة ووزارة الاستعلامات لضمان الأمن". واعتبرت السيدة فاطمة خاتمي، النائبة عن مشهد، أن على السلطات "أن تأخذ بجدية تلك الجرائم وتبلغ المواطنين نتائج التحقيق". والضحايا اللواتي تراوحت أعمارهن بين 27 و50 سنة، لهن سوابق في ممارسة البغاء وتعاطي المخدرات، وقتلن خنقاً بوشاحهن قبل تكفينهن بالتشادور الأسود. وانتقل قائد الشرطة الإيرانية الجنرال محمد باقر غاليباف إلى مشهد، لمتابعة القضية، وصرح إلى صحيفة "خراسان" المحلية بأنه يأمل بنشر نتائج التحقيق قريباً. ولم يعقب على تصريحات أدلى بها القائد السابق للشرطة في مقاطعة خراسان عاصمتها مشهد، الذي أكد "التعرف" إلى خمسة مشبوهين. واوقف في نيسان ابريل شخص أشار إلى أن عمليات القتل تنفذها مجموعة متطرفة تهدف إلى "تطهير المجتمع". وكان أكد تأييده هذه الجرائم، نافياً مشاركته فيها.