اتسعت "ثورة الطلاب" في ايران وحجم التأييد الشعبي لها، وقدر حجم المشاركين في التظاهرات امام جامعة طهران امس بأكثر من عشرين الفاً، وهو اكبر حشد معارض منذ الثورة عام 1979. وسجلت محاولات لشن هجمات على دوريات الشرطة التي لوحظ انها آثرت الابتعاد عن المتظاهرين. وسعت السلطات الى تنفيس الغليان باعلان اقالة جنرال في الشرطة ومعاونه، وتحميلهما مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له الحرم الجامعي يوم الجمعة الماضي، مما تسبب في المواجهات التي اسفرت بحسب مصادر محايدة عن سقوط خمسة قتلى واربعين جريحا واعتقال الف طالب من مؤيدي الرئيس محمد خاتمي. لكن السلطات لم تعترف الا بقتيل واحد. راجع ص 7 وامتدت التظاهرات امس الى مدينتي اصفهان ومشهد، فيما وجهت الجامعات في انحاء البلاد رسائل تأييد الى الطلاب في طهران الذين رددوا هتافات تلوح ب "ثورة جديدة" اذا لم تعد السلطات الاعتبار الى سلطة القانون واحترام المبادىء الاسلامية. وشملت الانتقادات رموزاً كبيرة، في مقدمها مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الذي اتهمه بعض المتظاهرين ب "حماية انصار حزب الله مرتكبي الجرائم"، في اشارة الى هذا التنظيم الاصولي الذي بات في خضم الصراع بين التيار المتشدد الذي يمثله والتيار الاصلاحي بقيادة خاتمي، الذي رفعت صوره خلال "ثورة الطلاب". وانضمت قوى عدة الى الاصلاحيين، اذ أصدر حزب "كوادر البناء" الذي يرأسه غلامحسين كرباستشي عمدة طهران السابق وتنظيم "جماعة العلماء المجاهدين" و"اتحاد النساء الايرانيات"، بيانات تندد بالقسوة التي تعرض لها الطلاب الجمعة الماضي. ووسط توقعات بأن يؤدي الصراع بين التيارين الى استقالة وزيري الأمن والداخلية علي يونسي وعبدالواحد موسوي لاري المحسوبين على خاتمي، احتجاجاً على أساليب العنف التي عمدت اليها القوى الامنية المحسوبة على خامنئي، سعت السلطات الى احتواء الوضع بعزل اثنين من كبار رجال الشرطة بعد ثبوت مسؤوليتهما عن حملة دموية في حق الطلاب المحتجين. واعلن المجلس الاعلى للامن القومي في بيان بعد اجتماعه امس برئاسة خاتمي اقالة الجنرال محمد احمدي ومساعده واحالتهما على التحقيق. واشار البيان الى احتمال توجيه اللوم ايضا الى مدير الامن في العاصمة بسبب عمليات قمع الطلاب. وأضاف البيان ان وزارة الاستخبارات اعتقلت سبعة من العناصر الاسلامية المتشددة التي اشتركت في الهجمات، وتواصل تحقيقاتها مع الجماعة التي تنتمي اليها هذه العناصر. وشدد البيان على ان الطلاب الذين اعتقلوا وعددهم مئتان، اخلي سبيلهم. وكان الرئيس الايراني اكد ضرورة ملاحقة المتسببين في اندلاع الصدامات، كما وعد رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي بملاحقة "اي شخص متورط بأعمال العنف في الحرم الجامعي في طهران". وقال يزدي، وهو احدى الشخصيات المحافظة الاكثر تعرضا لانتقادات الطلاب في التظاهرات، ان القضاء سيطبق توصيات مجلس الامن القومي، الهيئة الاعلى في النظام. وتتوقع أوساط في طهران ان تكون ل"ثورة الطلاب" تأثيراتها على كثير من الفعاليات السياسية في البلاد، لا سيما في الدورة السادسة للانتخابات البرلمانية العام المقبل التي تشكل منعطفاً حاداً في الواقع السياسي.