} أشادت بغداد بالموقف الروسي "الموضوعي والمنصف" من مشروع "العقوبات الذكية" في مجلس الأمن، فيما عبر وزير الاعلام الكويتي الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح عن أمله بألا تتنازل روسيا عن "وقوفها مع الحق". بغداد، الكويت، لندن، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - تلقى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف رسالة من نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز تشيد ب"الموقف الموضوعي المنصف" الذي اتخذته موسكو في مجلس الأمن لدى مناقشة مشروع "العقوبات الذكية". ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصادر مطلعة ان الرسالة اعتبرت ان الموقف الروسي سيساعد في "إعادة التوازن" الى العلاقات الدولية و"الحفاظ على هيبة الأمماالمتحدة التي اهتزت بعد عام 1990". وأعرب طارق عزيز عن "الامتنان العميق لروسيا"، مؤكداً عزم بغداد على "مواصلة الكفاح ضد الحصار والهجمة الاميركية". وصرح وزير الاعلام الكويتي أمس بأنه سيعرض خلال زيارته موسكو "قضايا الكويت العادلة"، معبراً عن امله بألا تتنازل روسيا عن "وقوفها مع الحق". ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن الوزير قبيل توجهه الى موسكو ان بين تلك المسائل "قضية الاسرى والمفقودين وامن المنطقة وقضية تعويضات" حرب الخليج. واضاف انه سيجري محادثات مع ايفانوف تتعلق ب"العلاقات بين البلدين لتنسيق المواقف والنظرة المشتركة الى القضايا الدولية". وعبر الوزير، الذي سيحضر في موسكو اجتماع اللجنة الاولمبية الدولية، عن ثقته بأن "روسيا لن تتنازل عن دعمها القضايا العادلة ولن تقف الا مع الحق". "أوهام" في غضون ذلك واصلت بغداد حملتها الاعلامية على باريس واتهمت صحيفة "الثورة" أمس الحكومة الفرنسية ب "قصر النظر" لاختيارها "معاداة العراق"، محذرة من تكبدها خسائر اقتصادية كبيرة بسبب موقفها. وكتبت الصحيفة ان "فرنسا شيراك - جوسبان هي التي اختارت معاداة العراق برؤية قصيرة النظر هي الرؤية نفسها التي وقع فيها الرئيس السابق فرنسوا ميتران حين دفع بلاده الى المشاركة" في حرب الخليج الثانية. وتابعت ان "السوق العراقية كبيرة ومفتوحة في عالم ضاقت فيه الاسواق في وجوه المتنافسين"، وزادت: "من يخسر العراق يخسر كثيراً ليس على الصعيد الراهن فحسب بل على الصعيد الاستراتيجي، بخاصة اولئك الذين يهمهم بناء عالم متعدد الاقطاب". ورأت ان "من يبني تعامله مع العراق على اساس الاوهام ومنافع انتهازية موقتة، يتوهم انه يغشنا بها، سيمنى بالاخفاق"، معتبرة ان "هذا النوع من التعامل يعبر عن قصور في الرؤية الاستراتيجية والخلل في النظر الى الدور الاقليمي والدولي للعراق وتأثيره في الحاضر والمستقبل". تصدير النفط الى ذلك، أكد وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية ناجي صبري أمس ان بلاده استأنفت تصدير نفط في اطار برنامج "النفط للغذاء" بعد توقف منذ بداية الشهر الماضي. وقال ان النفط "بدأ بالتدفق الى ميناءي البكر وجيهان في الساعة 30،21 بالتوقيت المحلي الثلثاء". واضاف ان "تحميل النفط الخام بدأ فجر أمس"، موضحاً انه يشمل ثلاث ناقلات، اثنتان في ميناء جيهان التركي وواحدة في ميناء البكر العراقي. وكان العراق اوقف بداية حزيران يونيو ضخ نفط في اطار البرنامج المطبّق منذ العام 1996والذي كان يصدر بموجبه 3،2 مليون برميل يومياً، رداً على قرار مجلس الامن تمديد البرنامج شهراً بدلاً من ستة شهور، ومناقشته مشروع "العقوبات الذكية" الذي قدمته بريطانيا بدعم أميركي، ويهدف خصوصاً الى تشديد الرقابة على برامج التسلح العراقي والسلع ذات الاستخدام المزدوج. وانتقد صبري مجدداً المشروع الاميركي - البريطاني لفرض نظام جديد من العقوبات، مؤكداً انه "يرمي الى استخدام مذكرة التفاهم البرنامج سلاحاً لتكبيل شعب العراق وايقاع مزيد من الخسائر في بنيانه الاقتصادي وعلاقاته الاقتصادية". واكد ان بغداد ابلغت الاممالمتحدة انها "غير معنية وغير ملزمة بأي قرارات او تدابير او اجراءات او مفاهيم او اتجاهات لم تنص عليها مذكرة التفاهم". وفي لندن، أكدت مصادر ملاحية استئناف تصدير النفط من مرفأي جيهان والبكر، وأوضحت ان الناقلة "امازون ايغل" الراسية في جيهان منذ منتصف الشهر الماضي كانت اول ناقلة تحمّل بمليوني برميل من خام كركوكالعراقي، وان تحميلها سينتهي اليوم وستدخل المرفأ بعدها الناقلة "سيلور". رحلات جوية على صعيد آخر، نقلت "قناة العراق الفضائية" عن وزير النقل والمواصلات احمد مرتضى احمد الموجود في نيودلهي ان "35 بلداً اعلنت عزمها على تسيير رحلات جوية من العراق واليه"، وطلب الوزير "فتح مكتب للخطوط الجوية الهندية في بغداد تمهيداً لتسيير رحلات منتظمة بين البلدين"، كما دعا المسؤولين في نيودلهي الى "تطبيق المادة 50 من ميثاق الاممالمتحدة كون الهند من البلدان المتضررة بالحصار المفروض على العراق، اذ بلغت خسائرها 38 بليون دولار".