} فشل وزير الخارجية الأميركي كولن باول في اقناع نظيره الروسي ايغور ايفانوف بتأييد الاقتراحات البريطانية - الاميركية لفرض "العقوبات الذكية" على العراق، فيما جددت بغداد تحذيرها دولاً مجاورة من "عواقب" السقوط في "الفخ الاميركي"، معتبرة ان "تضرر العلاقات لن يقتصر على تركيا والأردن وسورية". وهددت بأن "رد الفعل العراقي سيكون مباشراً" ضد هذه الدول. بغداد، نيويورك، واشنطن - "الحياة"، رويترز - أخفقت الولاياتالمتحدة في اقناع روسيا بدعم اقتراحاتها لفرض نظام جديد للعقوبات. وقال وزير الخارجية الروسي ان لدى موسكو اقتراحات خاصة بها، مشيراً الى ان مزيداً من المحادثات سيجري في مقر الاممالمتحدة في نيويورك. وقال ايفانوف في مؤتمر صحافي مع نظيره الاميركي بعد اجتماعهما في واشنطن ليل الجمعة السبت: "ناقشنا بتفصيل تسوية القضية العراقية. شركاؤنا الاميركيون طرحوا وجهة نظرهم في شأن هذه القضية. ولدينا ايضاً اقتراحاتنا. وخبراؤنا عقدوا جولتين من المحادثات، او على الاقل تبادلوا وجهات النظر"، مضيفاً ان "المحادثات ستتواصل، كما أعتقد، في نيويورك". ولم يحدد طبيعة الخلافات بين موسكووواشنطن. وكان سيرجي اورجونيكيدز نائب وزير الخارجية الروسي أعلن أول من أمس ان الاقتراحات البريطانية - الاميركية "لم تلق قبولاً لدى روسيا"، مضيفاً ان هناك "نقاطاً كثيرة جداً غير واضحة وأسئلة لم نحصل على اجابات لها". وتريد بريطانياوالولاياتالمتحدة ان يوافق مجلس الامن على النظام الجديد للعقوبات، بحلول 31 أيار مايو الجاري، قبل تمديد برنامج "النفط للغذاء" لمرحلة عاشرة يفترض ان تبدأ في الرابع من حزيران يونيو المقبل. لكن هذا السعي يواجه بمعارضة من روسيا والصين، وتحفظ من فرنسا وأعضاء آخرين في المجلس. وفي بغداد حذر الامين العام لمنظمة مؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي دولاً مجاورة للعراق من "العواقب الفادحة للسقوط في فخ العقوبات الذكية"، مؤكداً الاصرار على رفع الحظر، معتبراً ان الحديث عن "عقوبات ذكية" يشكل "تهرباً من التزامات مجلس الامن في تنفيذ القرار 687، بالتالي رفع الحصار عن العراق". وقال حمودي، وهو احد قياديي حزب "البعث"، ان "هذه الأفكار الجديدة التي تروج لها الادارة الاميركية هي محاولة لفرض شروط جديدة"، مكرراً مطالبة العراق ب"رفع الحصار ووقف الاعتداءات اليومية ... ورفض اي قرار سواء كان على شكل عقوبات ذكية او غير ذكية إضافة الى رفض اي شروط جديدة". واتهم دولاً بأنها "تعمل لاستمرار الحصار وتساهم في ايذاء العراق"، داعياً هذه الدول الى "مراعاة مصالحها عبر عدم الالتزام بأي شيء يؤدي الى تشديد الحصار واستمراره". واكد ان "رد الفعل العراقي سيكون مباشراً" ضد هذه الدول، وان العراق يريد "التنبيه الى هذا الفخ الاميركي وعدم الوقوع فيه". وقال ديبلوماسي غربي في بغداد ان الفترة المقبلة ستكون "بالغة الاهمية" نظراً الى "التحرك الديبلوماسي الاميركي والموقف العراقي المتشدد". وزاد ان الاميركيين "يريدون فرض عقوبات جديدة على العراق من خلال دول مجاورة له مع ان مصالحها ستكون مهددة بتحمل خسائر اقتصادية جديدة". واشار الى ان وضع الاردنوتركيا هو "الاكثر حساسية لأن الدولتين تتلقيان دعماً اقتصادياً وعسكرياً اميركياً وتحصلان في الوقت ذاته على معاملة اقتصادية تفضيلية من العراق"، واستدرك ان ذلك "سيجعلهما تواجهان وضعاً بالغ الصعوبة في تحديد موقفيهما". يذكر ان العراق يزود الاردن خمسة ملايين طن من النفط سنوياً، كما يزود تركيا التي تعاني ازمة اقتصادية حادة مئة الف برميل يومياً خارج اطار برنامج "النفط للغذاء"، كما يستخدم انبوباً للنفط يربط حقول النفط العراقية في كركوك بمرفأ جيهان التركي، لتصدير نحو مليون برميل من النفط يومياً في اطار البرنامج الانساني. وكان مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير محمد الدوري لفت الى ان "دعم التحرك البريطاني - الاميركي لا يحمل أضراراً للعراق فحسب، بل يلحق ضرراً بالعلاقات مع عدد من دول العالم، لا يقتصر على تركيا والأردن وسورية". وعلمت "الحياة" ان الدوري أبلغ دولاً أعضاء في مجلس الأمن تعتبر صديقة لبلاده ان العراق يرفض محاولات إصدار قرار جديد يعيده الى "نقطة الصفر"، كما يرفض "ان يخضع لنظام وصاية من خلال السيطرة على أمواله". واعتبر ان "الاقتراح البريطاني - الاميركي رؤية جديدة للحصار ومحاولة لوقف تداعيه تحت ظاهرة إدعاء الاهتمام بالجانب الانساني لإثارة تعاطف يؤدي الى إصدار قرار جديد".