قال مصدر قريب من ضابط الاستخبارات المغربي السابق أحمد البخاري انه تلقى دعوة من قاضي التحقيق الفرنسي جان باتيست بارلوس للمثول أمام القضاء الفرنسي في التاسع عشر من الشهر الجاري. وأضاف المصدر ان البخاري غادر مكان اختفائه صباح أمس وتوجه الى مركز بريدي في الدار البيضاء بعد تسلمه إشعاراً بهذه الدعوة. لكن سفره الى باريس يبقى رهن تجديد جواز سفره الذي انتهت صلاحيته منذ فترة، وقد يكون قدم طلباً لتجديده الى السلطات المغربية ما دام انه عبر عن استعداده للادلاء بشهادته عن ظروف اختطاف واغتيال المعارض المغربي المهدي بن بركة. في غضون ذلك سرت مخاوف من ألا يقتصر الأمر على الادلاء بالشهادة، لأن تصريحات البخاري الى بعض الصحافة ذكرت انه عاين عمليات تذويب عشرة معتقلين على الأقل في معتقل "دار المقري" الرهيب. في حين أن تعقيدات الملف الذي اعتبر بمثابة "أسرار دولية" يفرض اتفاق أطراف عدة على كشف ملابساته، تحديداً أجهزة الاستخبارات الفرنسية والمغربية والأميركية، خصوصاً ان الموضوع يرتبط بمعاودة فتح التحقيقات من جانب القضاء الفرنسي الذي كان تابع قضائياً الجنرال أحمد الدليمي ومتهمين آخرين فرنسيين ومغاربة. ودان رجال أمن فرنسيين بتهمة الاختطاف، لكنه برأ الدليمي، ما يعني ان الافادات الجديدة للعميل البخاري من شأنها أن تعيد مراحل التحقيق الى نقطة الصفر بعد مرور حوالى 36 عاماً على حادث الاختطاف. وكانت تقارير فرنسية تحدثت عن لجوء مسؤولين في الاستخبارات الفرنسية الى المغرب مباشرة بعد الحادث، وقيل ان المتهمين الرئيسيين كانوا يديرون محلات لبيع الخمور وأماكن للسياحة في المغرب، إلا أن عميلاً فرنسياً آخر تردد انه انتحر إثر اكتشاف الجريمة، وجدت في حوزته وقتذاك قائمة بأسئلة محددة يعتقد أنها طرحت على المهدي بن بركة بعد اقتياده الى فيلا في ضواحي باريس تعتبر شاهداً على الجريمة. وطاولت الأسئلة قضايا ترتبط بإيواء الجزائر معارضين للنظام وإمكان حدوث تفاهم بين القصر والمعارضة وتساؤلات أخرى عن امكان ضلوع أفراد من الجيش المغربي في دعم المعارضة. إلا أن التحقيقات التي جرت وقتذاك لم تكشف كل مناطق الظل في الملف الغامض. وتفيد معلومات "الحياة" ان العميل السابق غادر المغرب في بداية السبعينات واستقر في فرنسا حوالى سنة، يعتقد انه كان خلالها مفصولاً عن العمل. إذ باشر أعمالاً حرة خارج مدينة الدار البيضاء وواجهته صعوبات مادية. ويطرح المراقبون السؤال هل إذا غادر البخاري المغرب سيعود ام سيطلب اللجوء السياسي. وقالت أوساط كانت على اتصال بالبخاري انه قد يكون أدلى بإفادات أخرى في الشأن السياسي المغربي خلال فترة عمله في "الكاب 1"، لكن مصادر أكدت انه عمل في مركز أمني في الدار البيضاء، وكان هذا المركز شهد في السنوات الأولى للاستقلال أحداثاً غامضة، تحديداً خلال فترات التوتر التي رافقتها صراعات سياسية محتدمة بين التيارات السياسية.