سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان : مصدر في الأمم المتحدة يتحدث عن ضغوط قد تدفع بالدول إلى سحب وحداتها . نصرالله يتهم "الطوارئ" بالتجسس لمصلحة اسرائيل بتسليمها عينات من الدم في سيارتي عملية الأسر
} وصف مصدر مسؤول في الأممالمتحدة في جنوبلبنان الأيام الثلاثة الأخيرة بأنها "من أصعب الأيام" التي مرت على قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان خلال 23 عاماً، اذ لم يسبق ان تعرضت لما تعرضت له من طعن في صدقيتها ودورها. ويأتي كلام المصدر المسؤول الذي وزع عصر أمس، على خلفية أزمة شريط الفيديو الذي كان جنود هنود يعملون في اطار قوات الطوارئ التقطوا به مشاهد لسيارتين استخدمتا في أسر "حزب الله" جنوداً اسرائيليين في تشرين الأول اكتوبر الماضي، وقررت الأممالمتحدة بعد احراجها اسرائيلياً تسليم نسخة منه الى كل من لبنان والدولة العبرية. وبلغ الرفض اللبناني لتسليم الشريط الذي صور على الأراضي اللبنانية موقفاً متأزماً، أمس، مع اتهام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أفراد قوات الطوارئ بأنهم "جواسيس"، كاشفاً ان هذه القوات سلمت عينات من الدم الذي وجد في السيارتين الى اسرائيل، ثاني يوم عملية الأسر. قلل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله من أهمية "الضجيج المفتعل" على شريط الفيديو الموجود لدى الأممالمتحدة والذي صوّر ثاني يوم عملية أسر الجنود الاسرائيليين الثلاثة في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقال: "إن هذا الضجيج لن يجدي نفعاً"، واتهم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان "بالتجسس لمصلحة العدو الاسرائيلي"، وكاشفاً "أن السيارات التي استخدمت في عملية الأسر بقيت في مكان العملية لسبب أو لآخر، وجاءت قوات الطوارئ لأخذها فحصل اشكال في شأن السيارات وارتأينا تركها لها، فتسلمت عينات من الدم كانت في السيارات الى الاسرائيليين ثاني يوم العملية، وهذا العمل أخطر من تسليم شريط الفيديو لأن الشريط لا يستطيعون أخذ عينات دم منه". وأضاف: "ان موقف لبنان، دولة ومقاومة وشعباً، من تسليم شريط الفيديو الى الصهاينة مبدئي، بغض النظر عن مضمونه وأهميته أو عدم اهميته، إذ اننا جميعاً نرفض تسليم الأممالمتحدة العدو شريطاً مسجلاً على الأرض اللبنانية، ونعتبر انه سيضع قوات الطوارئ العاملة في جنوبلبنان في خانة التجسس لمصلحة العدو وتقديم المعلومات إليه ويخرجها على مهماتها القانونية المحددة لها". وتطرق نصرالله في مؤتمر الأحزاب العربية، الذي افتتح عصر أمس في فندق "كارلتون"، الى مصير الجنود الاسرائيليين في الأسر، قائلاً: "إن أي وساطة أو أي موفد أو أي دولة في هذا العالم لن يستطيع الحصول على اي معلومة عن مصير الأسرى الصهاينة عند حزب الله، الا في مقابل البدل الانساني المطلوب، وهو المعتقلون لدى الصهاينة الذين يختارهم "حزب الله"، وهذا امر نهائي وحاسم ولا يمكن مناقشته، ولا يخضع لا للصداقات ولا للضغوط ولا للمجاملات الديبلوماسية ولا للمكاسب السياسية، مهما كبرت فنحن أمام عملية ذات اهداف انسانية بالكامل". ورأى نصرالله "ان المواجهة الأخيرة اجبرت شارون على التراجع والانضباط على رغم كل تهديداته السابقة وهو الذي أدرك بفعل المتابعة الاسرائيلية الميدانية ان لدى المقاومة الكثير من الخيارات الفاعلة لردع عدوانه وإسقاط معادلاته وقواعده". وقال: "حيال التهديدات الدائمة والمتصاعدة هذه الأيام، استطاع حزب الله ومنذ التحرير الى الآن ان يستكمل جهوزياته لمواجهة كل الاحتمالات، وانه ما زال يملك زمام المبادرة للعمل في الزمان والمكان المناسبين، وان ارادة الصمود والجهاد والاستشهاد هي اقوى من أي زمن مضى لدى المجاهدين. وأطمئنكم إلى ان بعض الاهتمام الواجب بالشؤون اللبنانية الداخلية لن يشغل حزب الله ومقاومته الاسلامية لحظة واحدة عن المعركة الأساسية". الى ذلك، كشف مصدر مسؤول في الأممالمتحدة معلومات تحدثت عن قرار اسرائيل عدم موافقتها على تعيين ضابط هندي قائداً عاماً للقوات الدولية العاملة في الجنوب، بدلاً من القائد العام السابق الجنرال الغاني كوفي سيث أوبينغ الذي انهى مهمته الشهر الماضي ليحل محله نائبه الجنرال الهندي امينوتان موقتاً. وقال المسؤول الدولي "إن ما نشرته وسائل إعلامية في اسرائيل لا يأتي من فراغ، وإذا صح فسيعرقل عملية تعيين القائد الجديد التي كان من المقرر اتخاذ قرار في شأنها خلال الأيام القليلة المقبلة". وأوضح "ان موافقة اسرائيل على القائد العام للطوارئ تم التعامل معها منذ العام 1978، وهذه أول مرة تضع اسرائيل الفيتو عليها"، مشيراً الى ان الموافقة الاسرائيلية ضرورية لانجاح مهمة القائد الجديد، وإلا فانها لن يتعاطى معه ما سيتسبب في فشل مهمته". ورجح "ان يكون الفيتو الاسرائيلي ناجماً عن الاتهامات الاسرائيلية لعناصر في الطوارئ والجنود الهنود ضمناً بالتعامل مع حزب الله، على خلفية شريط الفيديو الذي صوره جنود هنود للسيارتين واعتراض حزب الله على ذلك وإصراره على تسلمهما". ونفى المصدر، في حديث إلى إذاعة "الشرق"، تزويد جنود دوليين اسرائيل نسخة من شريط الفيديو، قائلاً: "ان النسخة الأصلية التي صُورت سلمتها قيادة الكتيبة الهندية الى قيادة قوات الطوارئ، ولم تخرج من ادراج القائد العام الا وهي في طريقها الى مكتب عمليات حفظ السلام في نيويورك". ورفض "اتهام جنود الطوارئ بالتعامل مع اسرائيل في مقابل رشاوى وأموال، إذ لم يحصل ان اثير امر كهذا طوال وجود قوات الطوارئ في الجنوب، والجميع يعرف ان عناصرها لا يمكن ان ينخرطوا في مثل هذه الاعمال التي تتنافى مع مهمتهم الدولية وأبجدية التربية العسكرية لكل منهم". ولفت الى ان "الكاميرات موجودة في ايدي الجميع في جنوبلبنان"، متسائلاً: "لماذا اثارة هذه المسألة؟ وهل يريدون منعنا من القيام بواجبنا؟"، مشيراً الى انها "جزء من تقنية اعمالنا الهدف منها توثيقياً ارشيفياً، والمساعدة في اتخاذ القرار المناسب في هذه القضايا". وأخذ على المسؤولين في الأممالمتحدة في بيروت صمتهم عما تتعرض له قوات الطوارئ. وقال: "اذا كانت الضجة الاسرائيلية مفتعلة ومن دون اساس واقعي، لأنهم يعرفون ان شريط الفيديو لا يقدم ولا يؤخر في استرجاع اسراهم، وهذا ما تؤكده وسائل اعلامهم، فإن عتبنا شديد عما يتم تداوله في لبنان نقلاً عن تلك الوسائل، كأنها مصادر لا يرقى اليها الشك وهذا غير صحيح مطلقاً". وأشار الى ان هناك "استحالة مادية وقانونية لاستعادة الفيديو الى لبنان ليتم تسليم نسخة منه الى كل من لبنان واسرائيل". وقال "ان لدى الجانبين بعثة ديبلوماسية في الأممالمتحدة واذا تقرر تسليم الشريط فإن العملية ستتم هناك نيويورك، ومنذ خروج الشريط لم يعد لقوات الطوارئ اي علاقة به". واذ اكد "ان قوات الطوارئ حاجة لبنانية - اسرائيلية - دولية"، لم يستبعد "اذا ما تفاقم الوضع ان تعمد الدول المشاركة الى سحب وحداتها من اطار قوات الطوارئ ولن يستطيع احد اقناعها بالعودة عن قرارها هذا". اسرائيلياً، اعتبر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان ترتيبات الأممالمتحدة عبر طمس وجوه الاشخاص الظاهرين في الشريط مخيبة للآمال ومقلقة. وقال: "اننا نعتقد ان مجرد اقرار الأممالمتحدة بشرعية الطلب الاسرائيلي بمشاهدة الشريط يجعل قرارها عدم تسليم النسخة الاصلية محيراً ومتناقضاً ويثير الشكوك في كون الفيلم كاملاً ام لا". وأضاف في رسالة بعث بها الى المنظمة الدولية: "ان السماح للمسؤولين اللبنانيين بمشاهدة الشريط سيكون أمراً غير مناسب، ومستنكراً". واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط قرار الأممالمتحدة تسليم شريط الفيديو بأنه "امر غريب ويُخرج المنظمة الدولية عن اطارها المحايد". وزار جنبلاط السفير الايراني لدى لبنان محمد علي سبحاني، وهو اول لقاء منذ انتقد جنبلاط في المجلس النيابي تأخير السفارة في منحه تأشيرة دخول الى طهران ثلاثة ايام. وأشار بعد اللقاء، رداً على سؤال يتعلق بهونغ كونغ وهانوي عن استرداد مزارع شبعا الى "ان المهم استرجاع المزارع اللبنانية بالطريقة العسكرية او السياسية ولا احد يعتقد ان المعركة انتهت، فنحن لا نزال في اول الطريق في مواجهة اسرائيل وطبعاً الولاياتالمتحدة". وأضاف: "ان الشأن الداخلي لا علاقة له بالعلاقة الاستراتيجية التي تربط الحزب التقدمي بالمقاومة الاسلامية، فالحزب يثمن غالياً جهود الثورة لدعم التحرير في لبنان ومثلث الصمود الايراني والسوري واللبناني". ودعا الحكومة اللبنانية الى درس وسائل الصمود الاجتماعي في المناطق المحرومة في بعلبك - الهرمل الى الجنوب والجبل والضاحية. وأفاد بيان صادر عن السفارة ان سبحاني اكد "عمق العلاقات الاخوية بين الجانبين وحرص ايران على بناء افضل العلاقات مع لبنان بكل فئاته وقواه الحية". وأضاف: "ان الرأي كان متفقاً حيال التطورات في لبنان والمنطقة وضرورة مواجهتها بحذر ويقظة وبمستوى رفيع من التنسيق والتعاون المحكم بين لبنان وسورية وايران ما يستوجب توحيد الصف بين مختلف القوى والفئات اللبنانية ونبذ الفرقة والخلافات وترسيخ الوحدة الوطنية الداخلية خلف المقاومة المستمرة في حمل اعباء التحرير".