} وجه "حاكم الشيشان" المعيّن من جانب موسكو، اتهامات خطيرة الى القوات الروسية التي قال انها ارتكبت "جريمة واسعة النطاق ضد المدنيين" ومارست "اذلالاً واهانة" للشيشانيين. وطالب باتخاذ اجراءات عاجلة لمعاقبة المذنبين، في مؤشر الى تصاعد النقمة على الروس في الجمهورية. قام رئىس الادارة المدنية في الشيشان احمد قادروف بجولة في مناطق اسينوفسكوية وسيرنوفودسك المحاذية للحدود مع انغوش حيث جرت اخيراً "عمليات خاصة" للبحث عن رجال المقاومة، اثارت احتجاجات واسعة بين السكان دفعت 26 ألفاً منهم الى الهجرة. وكانت القوات الروسية اعتبرت العملية رداً على مصرع عناصر من شرطة مكافحة الشغب. الا ان قادروف قال ان القوات الروسية لم تلق القبض على اي مسلح "ولم تضبط قطعة سلاح واحدة او متفجرات" في حين قامت ب"نهب كل ما في المستشفيات والمدارس" وممارسة "اذلال واهانة" ضد اهالي المناطق الشيشانية. وذكر ان ما لا يقل عن 11 شخصاً يعالجون في المستشفيات بعدما تعرضوا الى ضرب مبرح. وأوضح مسؤولو الادارات المحلية الذين استقالوا من مناصبهم احتجاجاً على عسف القوات الروسية ان عناصر من هذه القوات كانوا يلقون القنابل اليدوية في اقبية المباني قبل دخولها ومن دون ان يراعوا ما اذا كان فيها مدنيون. والى ذلك، اقتيد اهالي البلدتين الى ساحات حيث استبقوا تحت الشمس ساعات، فيما احتجز الذكور بين 15 و60 عاماً وأجري تحقيق معهم وأطلق سراح عدد منهم، الا ان هناك عشرات لم يعرف مصيرهم. وفي هذا السياق، ذكر المراقبون أن مقابر جماعية كانت اكتشفت في عدد من المناطق بعد "عمليات تطهير" مماثلة جرت فيها. وأثارت العملية الاخيرة احتجاجات واسعة. وهدد رئىس الحكومة الشيشانية المتعاونة مع موسكو ستانيسلاف الياسوف بالاستقالة اذا لم يحاسب المسؤولون عن الانتهاكات. الا ان وزير الداخلية الروسي بوريس غريزلوف قال ان ما جرى كان "عملية صارمة لكنها ضرورية" وأكد انها تمت في اطار القانون واعتبر ان اتهامات الياسوف "لا اساس لها". الا ان قادروف وبعد الاطلاع على الوضع ميدانياً، اكد ان ما حصل كان "جريمة واسعة النطاق ضد المدنيين". وذكر ان غريزلوف بنى موقفه على معلومات خاطئة. وأضاف قادروف انه "لن يسمح لأحد بممارسة العسف ... فسواء أكان مصدر العسف من رجال العصابات المقاومة او ممن يفترض بهم ان يكافحوا الارهاب لكنهم نسوا واجباتهم". وتابع ان الانتهاكات "تسيء الى سمعة القيادة الروسية". وقال انه سيستنجد بالرئىس فلاديمير بوتين لوقف "الجرائم" ومحاسبة مرتكبيها.