} تبادل الروس والشيشان اتهامات في شأن مصرع أربعة مدنيين بينهم ثلاثة صبيان عثر على جثثهم امس، فيما أكد مسؤول في هيئة الأممالمتحدة ان الحكومات التي تستخدم "أساليب مماثلة" للإرهابيين يمكن ان تعتبر إرهابية. واتهم ناطق باسم وزارة الأمن الروسية اجهزة الاستخبارات الأجنبية بنشر معلومات كاذبة عن الشيشان. وقال إن أحد قادة المقاومة قد يكون عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وزعت وكالة الصحافة الفرنسية تصريحاً للرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف اتهم فيه القوات الروسية بقتل راع عمره 44 سنة وثلاثة صبيان أكبرهم في الخامسة عشرة وأصغرهم في الثانية عشرة. وطالب مسخادوف الجهات المعنية وخصوصاً منظمات حقوق الإنسان بالتحقيق في الحادث. وفور إعلان هذا النبأ أصدر مكتب سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي لشؤون الإعلام والحرب الشيشانية، سلسلة بيانات اتهم فيها الشيشانيين بقتل الأربعة. وذكر ان الجريمة التي وقعت قرب بلدة اليروي هي "عمل صلف وبطش قاس" قام به رجال المقاومة بهدف "تخويف" السكان ودفعهم الى التحرك ضد الجيش الروسي وتقويض الثقة بالإدارة المدنية التي يقودها احمد قادروف. وذكرت قيادة القوات الروسية ان قواتها لم تقم بأي عمليات خاصة في المنطقة خلال الساعات ال24 الماضية، إلا أن بيان النيابة العامة أفاد أن التحقيقات الأولية برهنت ان النيران أطلقت على رؤوس الضحايا الأربع قبل اكثر من 48 ساعة. وكان ذوو القتلى أعربوا عن قلقهم لاختفائهم وطالبوا المسؤولين الروس والمحليين بالتدخل للإفراج عنهم. وأشار اليكسي شميت احد مسؤولي دائرة تفادي العمليات الإرهابية في الأممالمتحدة الى أن ما تقوم به روسيا "ليس مكافئاً" لما يجري. وأضاف أن الإرهاب هو انتهاك لحقوق الإنسان. هذا فإن الحكومة التي تتصدى لمكافحته "يجب ان تختار الأساليب بعناية"، وإذا وقع اختيارها على ذات الأساليب التي تدعي مكافحتها "فإنها يمكن ان تعتبر إرهابية". وشكت موسكو في الوقت نفسه، من "حملة ايديولوجية" ضدها، وذكر الناطق الرسمي باسم هيئة وزارة الأمن الروسية الكسندر زدانوفيتش ان أجهزة الاستخبارات الأجنبية صعدت نشاطها لجمع معلومات عن الشيشان. وأضاف ان هذه المعلومات "لا تتطابق دائماً مع الواقع". وزاد ان لدى أجهزة الأمن الروسية شكوكاً في ان يكون رضوان تشينيغوف الذي وصف أنه أحد أقرب مساعدي القائد الميداني العربي الأصل "خطاب"، "عميلاً" لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي. وهذه أول مرة توجه فيها روسيا الى الولاياتالمتحدة اتهاماً قد يعني التورط المباشر في العمليات التي تصفها موسكو بأنها "إرهابية". ومن جهة اخرى، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن "مصادر عسكرية" روسية قولها ان مسخادوف وجه نداء دعا فيه الشيشانيين الى بدء عمليات قتالية واسعة" والقيام ب"أعمال إرهاب وتخريب". وأشار المراقبون الى أن الأيام المقبلة قد تشهد تصعيداً للتوتر بفعل عوامل عدة، بينها ان "البساط الأخضر" الذي بدأ يكسو المناطق الشيشانية يوفر غطاء مهماً للتحرك. وإلى ذلك فإن الذكرى الخامسة لمصرع الرئيس الشيشاني جوهر دودايف تحل غداً السبت، وستعقد الاثنين المقبل جلسة الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي التي يشير المراقبون الى أن وفوداً عدة ستثير قضية الشيشان خلالها.