قررت القيادة الروسية نقل الحكومة المدنية الشيشانية مجدداً الى غوديرميس لعجز السلطات عن تأمين سلامة الوزراء في غروزني، فيما أصدر محافظ العاصمة الشيشانية أمراً بالاعدام الفوري لكل من يضبط متلبساً في قتل مدنيين روس في المدينة. وعقد وزراء الدفاع والأمن والداخلية الروس سلسلة اجتماعات في قاعدة خان قلعة العسكرية في الشيشان وفي مدينة يسينتوكي القريبة من الجمهورية الشيشانية. وأعلن في ختامه وزير الأمن نيكولاي باتروشيف ان الوضع جنوبروسيا "يثير القلق"، وذكر انه لم يتسن حتى الآن "تصفية كل الممهدات" التي توفر الاجواء لعمليات وصفها بأنها "ارهابية"، وشدد على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق هدف "الاستئصال" الكامل لهذه العمليات. وفي هذا السياق، أعلن ان الحكومة المدنية الشيشانية برئاسة ستانيسلاف الياسوف "سترابط موقتاً" في غوديرميس بسبب عدم توافر الظروف اللازمة للعمل والأمن" في غروزني. ويذكر ان احتفالات واسعة كانت جرت قبل أقل من اسبوعين لمناسبة انتقال مقر الحكومة من غوديرميس الى غروزني واعتبر ذلك دليلاً على استتباب الأمن و"القضاء على العصابات". واعترف وزير الداخلية بوريس غريزلوف بأن المدن والبلدات الشيشانية كانت تخضع نهاراً لسيطرة القوات الاتحادية وليلاً لسيطرة المقاومة. الا انه شدد امس على ان القوات الفيديرالية ورجال الشرطة المحلية المتعاونين معها بدأوا تنظيم دوريات ليلية في الشوارع والمراكز المأهولة ما يعني "اننا روسيا بدأنا السيطرة عليها تدريجاً". ويذكر ان سلسلة عمليات جرت في الآونة الأخيرة، أدت الى مصرع عدد كبير من العسكريين والمدنيين وتبادل الروس والشيشانيون اتهامات بارتكاب "جرائم" ضد المدنيين. وأعلن أمس ان مجهولين قتلوا في بلدة كوفيه اتاغي رجل دين معروفاً يدعى الملا نصر الدين ماتويف اثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة. واتهمت موسكو أنصار القائد الميداني الراديكالي شامل باسايف بارتكاب الجريمة. وقالت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان ماتويف كان طلب من شبان البلدة الامتناع عن الانخراط في صفوف المقاومة. الا ان وكالة "انترفاكس" المستقلة أشارت الى ان أقارب القتيل شاهدوا رجلين مقنعين يرتديان بزات تمويه، اطلقا النار على ماتويف ثم فرا في سيارة. وشارك زهاء خمسة آلاف شخص في دفن ماتويف الذي كان أول من طالب ببناء مسجد في الشيشان في العهد السوفياتي، وعرف عنه انه كان يسعى الى التوفيق بين الشيشانيين المتنازعين ومنع اراقة الدماء.