تحتل النروج المرتبة الاولى في العالم من بين 162 دولة طبقاً على مستوى التنمية البشرية، تليها استراليا، ثم كندا التي كانت الاولى على مدى السنوات الست الماضية، بفارق ضئيل. وتراجعت الولاياتالمتحدة من المرتبة الثالثة الى السادسة. وتحتل سييراليون التي يتوقع للمولود فيها ان يموت قبل سن التاسعة والثلاثين وحيث يستطيع 32 في المئة من البالغين القراءة، المرتبة الاخيرة. والدول ال28 الاخيرة في الدليل كلها في افريقيا. ففي اية مرتبة العرب؟ تقرير "التنمية البشرية" الذي يصدره سنوياً منذ 1990 برنامج الاممالمتحدة الانمائي UNDP صنّف الدول في ثلاث فئات: ذات التنمية البشرية العالية، ثم المتوسطة، ثم المنخفضة. في منطقة الشرق الاوسط جاءت اسرائيل بعد الدول الاوروبية مباشرة في المرتبة 22، تبعتها البحرين في المرتبة 40، ثم الكويت في المرتبة 43، ثم دولة الامارات العربية في المرتبة 45. اما في فئة التنمية البشرية المتوسطة، فاحتلت الدول العربية المراتب التالية: ليبيا 59 ولبنان 65 والمملكة العربية السعودية 68 وعمان 71 والاردن 88 وتونس 89 وسورية 97 والجزائر 100 ومصر 105 والمغرب 112، واحتلت تركيا المرتبة 82، وايران المرتبة 90، وروسيا المرتبة 55. بعد ذلك، جاء ترتيب الدول العربية في التنمية البشرية المنخفضة على النحو الآتي: اليمن 133، جيبوتي 137، السودان 138، موريتانيا 139، واحتلت اريتريا المرتبة 148 واثيوبيا المرتبة 158. خلال قمة الالفية للامم المتحدة في ايلول سبتمبر الماضي، اتفق زعماء العالم على مجموعة من الاهداف المحددة القابلة لمراقبة التنمية واستئصال الفقر، يتم تحقيقها بحلول 2015. لكن التحليل الجديد في تقرير التنمية البشرية لعام 2001 يفيد ان معظم الدول ليس في المسار الصحيح لتحقيق الاهداف. وجاء في التقرير ان "هناك 93 دولة، فيها 62 في المئة من سكان العالم، ليست في المسار الصحيح لخفض الوفيات دون الخامسة، بمقدار الثلثين بحلول عام 2015. ولا يزال هناك 11 مليون طفل دون الخامسة يموتون سنوياً لاسباب يمكن تجنبها، وهذا يعني موت 30 الف طفل كل يوم". ويزيد التقرير ان "هناك 83 دولة، فيها 70 في المئة من سكان العالم، ليست في المسار الصحيح لخفض عدد المواطنين الذين لا يستطيعون الحصول على مياه شرب آمنة الى النصف. ولا يزال حوالى بليون شخص يفتقدون تلك المياه". وهناك 74 دولة، فيها ما يزيد على ثلث سكان العالم، لم تتقدم في خفض الفقر الى النصف بحلول 2015. وفي العالم اليوم 1.2 بليون شخص يعيشون على اقل من دولار يومياً. الولاياتالمتحدة تحتل مرتبة عالية في دخل الفرد، الثانية بعد لوكسمبورغ، لكنها تحتل المرتبة 12 في التعليم، و24 في متوسط عمر الشخص، وهي تخلفت ليس عن اليابان وحدها الدولة الوحيدة في العالم التي يتوقع لمتوسط عمر المولود فيها ان يحيا ما يزيد على 80 عاماً بل ايضاً عن اسبانيا واليونان وقبرص. ويرتب "دليل التنمية البشرية" المعدل سنوياً بترتيب 162 دولة حسب مقياس مركب يشمل العمر المتوقع والقيد في التعليم ومعرفة القراءة والكتابة، ودخل الفرد. ويناقش التقرير امكان مساهمة تقنية المعلومات والاتصالات والتقنية البيولوجية في خفض الفقر في العالم، متحدياً بذلك المتظاهرين ضد هذا النمط الذين رفعوا شعار "لا نستطيع ان نأكل الحاسبات الآلية". ويقول مدير برنامج الاممالمتحدة الانمائي، مارك مالوك براون: "ان تجاهل الاختراعات التقنية الطبية والزراعية او المعلوماتية يعني فقدان فرص التقدم المتاحة للفقراء". فالتطورات الطبية التكنولوجية ادت الى رفع معدلات العمر، وساهمت في انقاذ حياة الملايين في الدول النامية. لكن التقرير يستنتج ايضاً ان تقنية المعلومات والاتصالات ICT يمكن ان تكون ذات تأثير تنموي مهم "لانها تستطيع ان تتخطى حواجز العزلة الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية". وتقول مؤلفة التقرير، ساكيكو فوكودا بار "ان اصوات مواطني الدول الفقيرة وهم عادة يحصلون على اقصى مكاسب او خسائر من التقنيات الجديدة لم تسمع بعد". ويشمل تقرير هذا العام، للمرة الاولى، دليل انجاز تقني TAI ويرتب 72 دولة حسب انجازاتها في خلق واستخدام التقنية. وتحتل فنلندا المرتبة الاولى، تليها الولاياتالمتحدة، ثم السويد ثم اليابان.