أوضح دليل التنمية البشرية الذي يقدّمه برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في تقريره الصادر لعام 2014 بطوكيو أن الدول العربية تحتل مناطق متأخرة في الترتيب العالمي من حيث معدلات التنمية البشرية، بينما تواجه المنطقة بمجملها تحديات ضخمة تعوق التنمية. وفقا لما أفاد به التقرير الذي أطلقه برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أمس في طوكيو. وقال التقرير إن هناك أسبابا كثيرة لذلك، منها ضعف تمثيل المرأة في البرلمانات، والفوارق بين الجنسين في المشاركة في القوى العاملة. وذكر التقرير استمرار التنمية البشرية بشكل غير متوازن، وبمعدلات أقل فى كل بلدان العالم تقريبا. وأفاد أن سوريا تأتى في المرتبة 118 ضمن فئة التنمية البشرية المتوسطة، والذي احتلت قطر فيه المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية، والمرتبة 31 عالميا، تليها السعودية في المرتبة 34، في الوقت الذي احتلت فيه الإمارات المرتبة الثالثة عربيا وال40 عالميا، وذلك ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة جدا. وحلت مصر في المرتبة 110 في فئة التنمية البشرية المتوسطة، والبحرين في المرتبة ال44 والكويت في المرتبة ال46 ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة جدا، بينما جاءت ليبيا في المرتبة ال55، وسلطنة عمان في المرتبة 56، ولبنان في المرتبة 65، والأردن في المرتبة ال77 وتونس في المرتبة ال90، والجزائر في المرتبة ال93 ضمن فئة التنمية البشرية المرتفعة. وكانت فلسطين في المرتبة ال107 وسوريا في المرتبة ال118 والعراق في المرتبة ال120 والمغرب في المرتبة 129، ضمن التنمية البشرية المتوسطة، بينما جاءت السودان في المرتبة ال166. وصدر تقرير التنمية البشرية لعام 2014 تحت عنوان المُضي فيالتقدّم: بناء المنعة لدرء المخاطر، ويتناول مفهوم التعرّض للمخاطر من منظور متجدّد، ويقدّم اقتراحات لبناء المنعة. يوضح التقرير أن التنمية البشرية في تحسّن في المنطقة العربية، ولكن الفوارق كبيرة بين البلدان، فبعضها يحلّ في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة. ويتوقف التقرير عند ما تتعرض له المنطقة العربية من مخاطر متشعّبة، جرّاء ما تواجهه من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم المساواة. وهي مخاطر، إذا ما بقيت من غير معالجة، يمكن أن تعطّلمسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل. ويذكر التقرير أن الدول العربية في المرتبة الثانية من حيث نسبة الأطفال من مجموع السكان، ويتوقف الكثير من إمكانات المستقبل على الاستثمار في الطفولة المبكرة في الرعاية والتغذية والصحة والتعليم. وأفادت هيلين كلارك -مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي- أن بدرء المخاطر يصبح للجميع حصة من التقدم في التنمية، وتصبح التنمية البشرية أكثر إنصافًا واستدامة. وبمقياس قيمة دليل التنمية البشرية، تحلّ قطر في طليعة بلدان المنطقة العربية، بينما يحلّ السودان في آخر القائمة. وتحلّ المنطقة في موقع متقدّم من حيث نصيب الفرد من الدخل، إذ يبلغ 15.817 دولار، ويتجاوز المتوسط العالمي بنسبة 15 في المئة. وتحل المنطقة العربية دون المتوسطات العالمية في العمر المتوقع عند الولادة وسنوات الدراسة. ويشير التقرير إلى تأخر في الدول العربية نسبة إلى المتوسطات العالمية بمقياس دليل التنمية البشرية معدّلاً بعامل عدم المساواة. ويبلغ عدم المساواة في التعليم مستويات مرتفعة، يصل متوسطها إلى 38 في المئة؛ وكذلك في الصحة والدخل، حيث يصل متوسط عدم المساواة إلى أكثر من 17 في المئة. ويفيد التقرير بأن هذه الأهداف في متناول جميع البلدان، على اختلاف مستوياتها الإنمائية، ويدعو إلى (توافق عالمي على تعميم الحماية الاجتماعية) وإلى جعلها جزءًا من خطة التنمية لما بعد عام 2015. وحسب دليل الفقر المتعدد الأبعاد، يصنّف 82 في المئة من سكان الصومال ضمن هذه الفئة من الفقراء ولا يزال الفقر متعدد الأبعاد تحديًا يواجه بعض البلدان. وحسب الأرقام المطلقة، فيسجل اليمن أكبر عدد من الفقراء الذين يعيشون بطرق متعددة ومتداخلة من الحرمان، إذ بلغ عددهم 7.7 مليون شخص في عام 2006.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: قطر بالمرتبة الأولى عربيًا والسعودية الثانية بتقرير التنمية البشرية لعام 2014