أمضى الناطق باسم حركة "حماس" ابراهيم غوشة امس يومه الأول مع افراد عائلته في منزله في احدى ضواحي العاصمة الاردنية، بعدما عاد فجراً آتياً من بانكوك، لتنتهي بذلك فصول الازمة التي ترتبت على احتجازه نحو اسبوعين في مطار عمان، إثر عودته المفاجئة من منفاه في الدوحة. وسمحت السلطات الاردنية لغوشة بالدخول بعدما تم التوصل الى اتفاق يقضي بتجميده كل نشاطاته لمصلحة الحركة انطلاقاً من الاراضي الاردنية، مع احتفاظه بجنسيته الاردنية وتمتعه بحقوق المواطنة والتزامه واجباتها. وفي الدوحة علمت "الحياة" ان غوشة أجرى اتصالاً هاتفياً بزملائه الثلاثة المبعدين وشدد على أن "لا تغيير في موقعه ودوره في حماس" راجع ص. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة السيد خالد مشعل ان تدخل الملك عبدالله للسماح بدخول غوشة "كان خطوة في الاتجاه الصحيح لمعالجة الأزمة قبل أن تمتد الى مزيد من التداعيات والتصعيد غير المبرر". وأعرب عن تفاؤله بأن أزمة بقية قادة "حماس" المبعدين الى الدوحة "في طريقها الى الحل"، وأضاف: "سنباشر قريباً الاتصالات بالحكومة الأردنية"، معرباً عن اعتقاده بأن "عودة غوشة ستفتح الباب لحل قضية بقية الحالات". وسألته "الحياة" عن الصيغة المناسبة للتوصل الى هذا الحل فأجاب: "قلنا منذ بدء أزمة غوشة ان الحل بسيط، من خلال التفاهم بيننا والحكومة الأردنية من دون الحاجة الى توسيعها، مع ترحيبنا بالجهود العربية والوساطات التي تعاونا معها". وتابع ان حل قضية غوشة "تم بعد تفاهم مباشر بين ممثل عن السلطات الأردنية وآخر عن حماس، على رغم الخروج على النص في المشهد الأخير" في اشارة الى سفر الناطق باسم الحركة الى بانكوك بدلاً من صنعاء. وأكد مشعل انه أجرى اتصالاً هاتفياً أمس بغوشة وأسرته، ونسب الى الأخير قوله: "سعادتي لن تكتمل الا بعودة اخواني المبعدين" مشعل وعزت الرشق وسامي خاطر. واعلن وزير الاعلام الاردني صالح القلاب أن الازمة "اصبحت صفحة مطوية" بعدما حسمتها توجيهات الملك عبدالله الثاني، مؤكداً ان الاردن "لم يسع الى افتعال مشكلة مع حماس، ولا يعتبر ان هناك مشكلة بيننا وبين الحركة، إذ كانت هناك تداخلات بين الأمور القانونية والسياسية ما أدى الى حدوث ما حدث قبل سنة وسبعة شهور". وذكر ان علاقة الاردن مع الفصائل الفلسطينية، حتى التي تنتقد المملكة وتقف ضد عملية السلام "جيدة ومتينة". واستأنفت طائرات الملكية الاردنية رحلاتها الى قطر، بعد انقطاع دام اسبوعين، إثر اندلاع الأزمة التي اسفرت ايضاً عن وقف رحلات الخطوط القطرية الى عمان، بعد احتجاز الطائرة القطرية التي اقلت غوشة الى العاصمة الأردنية في 14 حزيران يونيو الماضي. ولم يعرف تماماً سبب مغادرة غوشة الى بانكوك تحديداً، قبل عودته الى المملكة، إذ كانت التوقعات ترجح مغادرته الى صنعاء وبقاءه في اليمن ثلاثة ايام قبل عودته الى عمان، وفق شروط اتفق عليها بين مسؤول اردني وممثل عن "حماس". وكان مدير المكتب السياسي للحركة خالد مشعل اعرب عن شكره للعاهل الاردني الذي "تدخل في اللحظة الاخيرة" ليضع حداً للأزمة، معتبراً ان التسوية التي تم التوصل اليها تصلح اساساً لعودة بقية قادة "حماس" المبعدين الى قطر منذ تشرين الثاني نوفمبر 1999. وأبعد الاردن مشعل وسامي خاطر وعزت الرشق اضافة الى غوشة بوساطة قطرية، بعد اعتقالهم ثلاثة اشهر إثر عودتهم من زيارة لطهران. واعربت مراجع سياسية اردنية امس عن ارتياحها إلى انفراج الأزمة بين الاردن و"حماس" بعدما وافقت الحركة على وقف نشاطها السياسي والاعلامي والتنظيمي في الاردن. وكانت عمان ابرمت اتفاقاً مماثلاً مع محمد نزال، ممثل الحركة في الاردن، والذي خرج من مخبأه العام الماضي بعد سنة على تواريه إثر اعتقال كوادر "حماس" في ايلول سبتمبر 1999. واعتبرت المراجع الاردنية ان التسوية "جمعت في آن بين الحفاظ على حقوق المواطنة واحترام السيادة الاردنية، مع نزع فتيل ازمة كان يمكن ان تضر الوحدة الوطنية".