تبذل الديبلوماسية الأوروبية جهوداً مكثفة لتعزيز وقف النار والانتقال الى "مرحلة بناء الثقة" بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وتوقع مصدر في الاتحاد الأوروبي أن تكلل الجهود الجارية بعقد اجتماع مشترك، بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الاثنين المقبل في لوكسمبورغ. وسيزور رئيس وزراء السويد رئيس المجلس الأوروبي القمة غوارن بيرشون والمندوب السامي للسياسة الخارجية خافيير سولانا المنطقة لدفع الجهود المبذولة منذ أيام لتثبيت وقف النار. ويعقد المسؤولان محادثات طوال الأحد مع الرئيس ياسر عرفات من جهة وارييل شارون ووزير للخارجية شمعون بيريز من جهة أخرى ثم يواصلان المساعي الديبلوماسية مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة. وأوضح مصدر ديبلوماسي ل"الحياة" ان الاتحاد الأوروبي يهدف من وراء ذلك الى دعم الرئيس الفلسطيني ومساعدته في استخدام الامكانات المتوفرة لديه من أجل تعزيز مبادرة وقف النار "على أمل الارتقاء الى مراحل أخرى اضافية تشمل اجراءات تبريد الوضع ورفع الحصار الاقتصادي عن الفلسطينيين وتكثيف التعاون الأمني ووقف الاستيطان وبناء الثقة بين الجانبين". واعتبر المصدر نفسه ان مبادرة وقف النار هشة وقد تنهار في أي لحظة "إذا أقدمت الجماعات المتطرفة من الجانبين على أعمال استفزازية". وتتولى مجموعة من خبراء أوروبيين في الشؤون الأمنية والعسكرية مراقبة مبادرة وقف النار التي كان أعلنها الرئيس الفلسطيني السبت الماضي من جانب واحد وبشكل فوري. ويشدد سولانا على "أن يبذل عرفات 100 في المئة من جهوده لتثبيت وقف النار". ويقدر المسؤولون الأوروبيون الصعوبات الكبيرة التي يواجهها عرفات ويعترفون باستحالة تحقيق المطلوب منه كله.