عادت الأعمال الانتقامية ضد الألبان الى مدينة بيتولا الجنوبية، ثاني كبرى المدن المقدونية بعد العاصمة سكوبيا، قام بها عرقيون مقدونيون غاضبون، وأسفرت عن تدمير وإلحاق أضرار بنحو خمسين محلاً تجارياً ومنزلاً ومنشأة عامة تعود للألبان في هذه المدينة، إضافة الى إصابة 13 شخصاً بجروح مختلفة. وشملت الاعتداءات منزل نائب وزير الصحة المقدوني محرم نجيبي وهو قيادي في الحزب الديموقراطي الألباني المشارك في الائتلاف الحكومي، ومرشح الألبان في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة جمهورية مقدونيا الأخيرة والذي جرى احراقه وتدميره كاملاً. وجاءت هذه الأحداث رداً على قتل خمسة جنود، ثلاثة منهم من بيتولا، من قبل جماعات مسلحة ألبانية في المرتفعات الشمالية الغربية المطلة على مدينة تيتوفو. وكانت المدينة نفسها شهدت اعمال عنف عرقية مماثلة ضد الألبان مطلع أيار مايو الماضي إثر مقتل 9 من الجنود والشرطة شمال غربي مقدونيا. ومن جهة أخرى، اعلنت وزارة الداخلية المقدونية امس، انها ألقت القبض على الشخص الذي أطلق النار مساء أول من امس، على مبنى البرلمان في سكوبيا الذي يقع داخله مقر رئاسة الجمهورية، وحددت عمره ب45 سنة من دون الإشارة الى اسمه وانتمائه القومي. وكانت النار اطلقت على المبنى من سيارة مسرعة في وقت كان الرئيس بوريس ترايكوفسكي موجوداً في مكتبه فيه. وواجهت دعوة رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي لإعلان حال الحرب، ردود فعل محلية معارضة، معتبرة إياها تزيد الأوضاع صعوبة وتعقيداً. وأعلن برانكو تسرفنكوفسكي زعيم "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" الذي يمثل الطرف الرئيسي الثاني في الائتلاف الحكومي، معارضته لإعلان حال الحرب، لأنها "تعني القضاء على المحاولات الجارية لإنهاء الأزمة المقدونية سلمياً" في حين هدد الحزبان الألبانيان: الديموقراطي والرفاه، بالانسحاب من الحكومة إذا أُعلنت حال الحرب. ومعلوم ان إعلان حال الحرب يتم بناء على قرار من البرلمان المقدوني، ويشمل، بحسب الدستور: إعطاء رئيس الجمهورية صلاحية حكم البلاد بالمراسيم مع تخويله حق اختيار اعضاء الحكومة وإغلاق الحدود وحظر التجمعات ومنع التجوال لفترات معينة وجعل إمكانات البلاد في خدمة المجهود الحربي وعمليات القوات المسلحة.