} شهدت مقدونيا اعمال عنف عرقية خطرة موجهة ضد الألبان والمسلمين. وتعرضت الحكومة في سكوبيا الى هزة عنيفة بسبب فضيحة فساد بطلها وزير الدفاع، وترافق ذلك مع وصول الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي الى واشنطن للقاء نظيره الأميركي جورج بوش الذي أكد له سلفاً دعم بلاده لمقدونيا. أحرق مئات المتظاهرين السلافيين المقدونيين ودمروا أكثر من40 محلاً تجارياً ومؤسسة البانية، بينها مقر الرئاسة الاسلامية في بيتولا المدينة الرئيسية جنوب البلاد. وأفادت مصادر المستشفى المركزي في المدينة ان 11 شخصاً تلقوا علاجاً لاصابتهم بجروح، احدهم في حال خطرة. واندلعت أعمال العنف مساء أول من أمس واستمرت حتى ساعة مبكرة من الصباح، من دون ان تتدخل الأجهزة الأمنية لوقفها، فيما استمر الوضع متوتراً. وقدرت الخسائر التي لحقت بالألبان والمسلمين بملايين الدولارات. وقدّم المتظاهرون مذكرة الى الحكومة طالبوا فيها بالقضاء على "الارهابيين الألبان الذين يواصلون قتل المقدونيين" في مهلة أسبوع أو تقديم استقالتها. وهددت المذكرة ب"التحرك لوضع حد للأزمة التي تقود البلاد الى التفكك والدمار". وأصدرت وزارة الداخلية المقدونية بياناً نقلته محطات التلفزيون في سكوبيا، أعربت فيه عن مخاوفها من "مؤشرات الى امتداد احداث بيتولا الى مدن اخرى، ما يدفع مقدونيا نحو حرب أهلية طاحنة". ومعلوم ان البلاد تشهد حالاً من الغليان السياسي منذ قتل وجرح 11 جندياً وشرطياً في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو شمال غربي البلاد مساء السبت الماضي، وازداد التوتر بين الألبان والغالبية المقدونية، بعدما انسحب زعماؤهم السياسيون من اجتماع "مجلس الأمن القومي المقدوني" احتجاجاً على قرار المجلس اعتبار المقاتلين "جماعات ارهابية" فيما نشر الجنود المقدونيين داخل تيتوفو. وتتعرض الحكومة المقدونية اليمينية المدعومة من الولاياتالمتحدة منذ اشهر عدة الى ضغط شديد للاستقالة أو الدعوة الى انتخابات مبكرة، من المعارضة اليسارية بقيادة رئيس الوزراء السابق برانكو تسرفنكوفسكي الذي ازداد التأييد الشعبي له نتيجة اخفاق الحكومة في حل الأزمتين السياسية والاقتصادية. وتبدو الحكومة المقدونية التي يقودها "الحزب القومي المقدوني" في وضع حرج، نتيجة اعتمادها في بقائها على النواب الألبان في البرلمان، بعدما اصيبت بضعف شديد نتيجة تواصل الانسحابات منها والتعديلات المتعاقبة في صفوفها واتهامات الفساد الموجهة اليها. وقدم وزير الدفاع المقدوني ليوبين بافنوفسكي استقالته أمس، بعدما أُتهم باختلاس نحو 6 ملايين دولار من مخصصات الجيش، بالتواطؤ مع شركات تعود الى اقربائه. وتزامنت هذه الاحداث مع اللقاء المتوقع اليوم في واشنطن للرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي مع الرئيس جورج بوش، بناء على دعوة رسمية حملها اليه وزير الخارجية الأميركي كولن باول اثناء زيارته لمقدونيا قبل 20 يوماً. وأعلنت الادارة الأميركية سلفاً، دعمها للرئيس ترايكوفسكي في مساعيه لحل الأزمة الألبانية في مقدونيا من طريق الحوار. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب ريكر وصف حادث قتل 8 جنود مقدونيين وجرح 3 آخرين السبت الماضي، الذي وجهت الاتهامات بالمسؤولية فيه الى المقاتلين الألبان، بأنه "عمل عنف جنوني".