وُقعت امس في الديوان الملكي السعودي في جدة وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الاتفاقات التحضيرية الخاصة بتطوير قطاع الغاز في المملكة بين الحكومة السعودية وثماني شركات نفط عالمية. ووقع الاتفاق عن الحكومة السعودية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، المشرف على المفاوضات مع الشركات العالمية ورؤساء شركات اكسون موبيل، وشل، وشركة البترول البريطانية، وفيلبس، واكسيدنتال، ومارثون كليرفس كرولات، وتوتل فينا الف، وكونوكو. وتتضمن هذه الاتفاقات استثمارات تقدر بنحو ثلاثين بليون دولار في مراحلها الاولية. وهنأ العاهل السعودي رؤساء الشركات على توقيعها هذه الاتفاقات، مشيراً الى دورها الايجابي في الاسهام في تعزيز الاقتصادي الوطني. وحضر مراسم التوقيع الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي والأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وكبار المسؤولين. وكان سبق التوقيع اجتماع برئاسة الملك فهد للمجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن بحضور الأميرين عبدالله وسلطان بن عبدالعزيز وأعضاء المجلس. واعلن الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي في جدة مساء امس، ان ثلاثة مشاريع محورية قدمتها الحكومة السعودية للشركات العالمية سينتج عنها نحو أربعة مشاريع، اثنان منها لتحلية المياه وللطاقة ومشروعان للبتروكيماويات. واوضح ان الاتفاقات التحضيرية التي وقعت امس مع الشركات العالمية هي اتفاقات انتقالية الى المرحلة التنفيذية بعد نحو ستة اشهر. وقالت وكالة الانباء السعودية ان المجلس الاعلى استعرض تطورات السوق البترولية العالمية مؤكداً استمرار سياسة المملكة البترولية الهادفة الى تحقيق الاستقرار في سوق النفط بما يكفل مراعاة مصالح الدول المنتجة والمستهلكة واستمرار النمو الاقتصادي العالمي وكذلك استقرار امدادات النفط واسعاره عند مستويات معقولة. ووافق المجلس على استراتيجية الغاز التي اعدتها وزارة النفط. كذلك وافق على اقرار تعديل خطة عمل شركة "آرامكو"، وعلى الاتفاقات التحضيرية مع عدد من شركات البترول العالمية للاستثمار في قطاع الغاز. اتفاقات الغاز وقال الامير سعود ان الشركات ستقدم برامج عملية وعلمية "على نفقتها" للاستفادة من المشاريع المطروحة حالياً من بداية المراحل الأولى الى المراحل النهائية بإشراف جهات حكومية سعودية، مشيراً الى ان المشاريع جاهزة للتنفيذ حال الانتهاء من صياغة الاتفاقات النهائية المزمع توقيعها مع الشركات نهاية العام الحالي. وقال الأمير سعود، في حضور وزراء النفط والمال والصناعة والتخطيط ورؤساء الشركات العالمية، ان شركة "اكسون موبيل" ستقود المشروعين المحوريين الأول والثاني، وتقود "شل" تكتل المشروع المحوري الثالث. وأكد ان "ارامكو" السعودية ستكون شريكاً كامل الحقوق في المشاريع المحورية الثلاثة، اضافة الى تقديمها مستلزمات المشاريع من النفط والغاز والمساهمة في استغلال بنيتها التحتية. وتتعلق الاتفاقات التي وقعت بثلاثة مشاريع، اولها تطوير حقول الغاز في منطقة غوار الجنوبية قرب الهفوف في المنطقة الشرقية. ووقع الأمير سعود الاتفاق المتعلق بهذا المشروع مع كورنسورسيوم يضم الشركتين الاميركيتين "اكسون موبيل" و"فيليبس" والشركة البريطانية "بريتيش بتروليوم" والبريطانية - الهولندية "رويال داتش شل". أما المشروع الثاني المتعلق بحقول في شمال غرب المملكة قرب البحر الاحمر، فوقع الاتفاق بشأنه مع رؤساء الشركات الاميركية "اكسون موبيل" التي ستتولى ادارة المشروع و"اوكسيدنتال بتروليوم" و"مارثون" التي حلت محل "انرون" التي انسحبت. وعهد بالمشروع الثالث، وهو حقل شيبة وجنوب شرق الربع الخالي، بموجب الاتفاق الى كونسورسيوم يضم شركتي "شل" الهولندية - البريطانية و"توتال فينا - الف" الفرنسية و"كونوكو" الاميركية. وسيتم تطوير المشاريع الثلاثة التي تبلغ مساحتها الاجمالية 440 ألف كيلومتر مربع وتشكل بذلك أكبر امتياز للمحروقات في العالم، بالاشتراك مع الشركة السعودية "ارامكو". جولة ولي العهد السعودي الى ذلك، يبدأ ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز غداً الثلثاء جولة عربية واوروبية يزور خلالها سورية والمانيا والسويد والمغرب. ويغادر الأمير عبدالله جدة ظهر غدٍ متوجهاً الى دمشق بادئاً جولته التي كان مقرراً ان تشمل كندا، لكنه ألغى هذه المحطة بسبب تصريحات لمسؤولين كنديين، بينهم وزير الخارجية، تعرضوا فيها للاجراءات الشرعية والقانونية في المملكة والتي طالت متهماً كندياً اعترف بمشاركته في تفجيرين حدثا في الرياض العام الماضي.