يشكل التواجد الكثيف للسيارات ذات القدرات التقنية البارزة الظاهرة الابرز في مارلبورو رالي لبنان ال25، وهي تتوزع بين خمس سيارات من فئة الراليات العالمية WRC و14 سيارة من الفئة "أ"، ما يعزز مستوى المنافسة الميدانية التي تبدو انها ستشهد الصراعات الاكثر انفتاحاً عنه في الاعوام السابقة بما يخدم عموماً حظوظ لبنان في نيل الصفة العالمية في المستقبل. ولا شك ان حظوظ المشاركين على سيارات الفئة العالمية تعتبر الاكبر في تحقيق مراكز المقدمة، باعتبارهم يمتلكون التقنيات الاكثر تطوراً، والتي فرضت نفسها في ميادين المنافسات الخارجية في الاعوام الماضية، والمدعمة بفرق عمل ذات كفاية عالية وخبرة ممزوجة بالمشاركات الخارجية على مستوى عالٍ، واهمها في بطولة العالم وبطولة الشرق الاوسط. وتتحدد نماذج سيارات الفئة العالمية المشاركة في الرالي بفورد وسوبارو امبريزا وتويوتا كورولا. والاولان فرضا نفسيهما بقوة في منافسات بطولة العالم في الاعوام الماضية، وهما اسهما في صنع انجازات سائقين بارزين كثيرين اهمهم بطل العالم السابق عام 1995 الاسكتلندي كولن ماكراي في فورد والبريطاني ريتشارد بيرنز في سوبارو، علماً ان ماكراي يتصدر حالياً ترتيب بطولة العالم برصيد 30 نقطة بعدما احتكر ألقاب السباقات الثلاثة الاخيرة في الارجنتين وقبرص واليونان، في حين ادت نزعته المفرطة المعهودة الى المغامرة الى انسحابه من باقي الراليات، بينما يحتل بيرنز المركز الرابع برصيد 15 نقطة، وهو انتزع مركز الوصافة مرتين في راليي الارجنتين وقبرص. الا ان اللافت في هذين النموذجين فشلهما في حصد القاب فئة الصانعين، علماً ان تاريخ انجاز سوبارو الاخير في هذا المجال يعود الى عام 1997، في حين واصلت الفورد مسلسل اخفاقاتها على رغم الآمال الكبيرة التي بنيت على النجاح الكاسح لنموذج الفوكوس الاكثر تطوراً في تاريخ الشركة المصنعة. ويمكن القول اذذاك ان فشل الفورد ارتبط بتراجع فاعليتها التقنية على الطرقات المعبدة عموماً في مقابل سيطرة شبه مطلقة على الراليات ذات المسارات الصخرية والترابية. ولعل ذلك يعكس ايضاً واقع سيطرة فورد على منافسات بطولة الشرق الاوسط ذات المراحل الصحراوية بغالبيتها في ظل تعاونها المثمر ايضاً مع البطل الاماراتي الطائر محمد بن سليم، صاحب الخبرة الكبيرة فيها، علماً ان هذه السيطرة لم تشمل رالي لبنان الدولي ذاته بالكامل بعدما عانى بن سليم العام الماضي من تراجع فاعلية سيارته على الطرقات المعبدة، واضطر الى الانسحاب، ما منح اللقب للبناني روجيه فغالي على سيارة لانسيا دلتا اش ف انتغرال. وهنا يمكن القول ان الصعوبات تبدو غير قليلة في طريق تجاوز بن سليم معضلة التراجع الدائم لاداء فورد على الطرقات المعبدة. في المقابل اقترن فشل السوبارو بعجزها عن مواكبة التطور التقني الكبير لمنافساتها عموماً، والذي لازم مسيرتها في الاعوام الاخيرة، وهو امر لا يستبعد ان يؤثر سلباً على تحديات السائقين الذين يشاركون على متنها في هذا الرالي، وهم اللبنانيان روجيه فغالي، وجان بيار نصرالله بطل عامي 1995 و1997، والفرنسي بيارو لياتي بطل اوروبا السابق. يذكر انه بين السائقين الاخيرين الثلاثة يمتلك لياتي وحده خبرة قيادة نموذج السوبارو، بعدما كان شكل احدى ركائز تطورها في الاعوام الاخيرة من خلال شغله منصب سائق التجارب اعواماً عدة في الفريق، كما انه اهداه اول القابه في رالي مونتي كارلو عام 1997، والذي شكل لقب لياتي الشخصي الوحيد ايضاً في مسيرته الرياضية في بطولة العالم حتى الآن، علماً ان بداية مشاركاته فيها تعود الى رالي سان ريمو عام 1990. الا انه لا يخفى ايضاً عدم مواكبة لياتي المعطيات التقنية للسوبارو في العامين الاخيرين، بعدما انضم الى فريق هيونداي الكوري الجنوبي، والذي ارتبط معه ببرنامج مشاركات غير كامل في بطولة العالم الحالية، من دون ان يحقق معه اي نقطة حتى الآن. ولعل لياتي يمكن ان يعالج الثغرة الاخيرة بالاستعانة بمعرفته المسبقة بعطيات هذا الرالي، والذي حل فيه ثالثاً عام 1999، وهو ما يشمل ايضاً فغالي ونصر الله، المعتادان على الطرقات المعبدة. ولا بد من الاشارة في هذا الاطار الى ان خبرة نصرالله تبقى اكبر في قيادة هذه الفئة من السيارات المتميزة بسرعتها العالية عنها لدى فغالي الذي بنى خبرته على سيارات الفئة "ن" والكيت كار، علماً ان الاخير خاض سباقه الدولي الاول هذا الموسم في رالي كاتالونيا على سيارة ميتسوبيشي من الفئة "ن"، والذي حل فيه في المركز 19. الا ان نصرالله يمكن ان يواجه عقبة الابتعاد الطويل عن ميدان المنافسات، وكذلك عدم اكتمال جهوزية فريقه التقني الذي تألف خصيصاً لهذا الرالي، بخلاف فغالي الذي يمتلك ايضاً افضلية امتلاك فريق عمل تقني سجل حضوراً قوياً هذا الموسم على رغم حداثة عهده في المنافسات الدولية عبر فريق "ميسترال رايسينغ". وبالانتقال الى تويوتا، ثالثة نماذج سيارات الفئة العالمية المشاركة في رالي لبنان، فهي ابتعدت عن اجواء المنافسات الرئيسية في بطولة العالم في العامين الماضيين، لذا يمكن القول انها بنت عالم تألقها الخاص عبر المبادرات الفردية التي جسد احداها الفريق السعودي الذي دأب على المشاركة في مسابقة كأس الفرق في الاعوام الاخيرة، وتحقيق نتائج عدة بارزة. وبالطبع اعتبر عراب هذا التألق السائق السعودي عبدالله باخشب، الذي يتمتع بحظوظ كبيرة في هذا السباق كونه صاحب ميزات فنية كبيرة على الطرقات المعبدة عموماً، كما انه يملك سلاحي المعرفة بمقومات هذا الرالي الذي احرز لقبه عام 1996، والحماسة الى خوض تحدي مواجهة بن سليم تحديداً. ونذكر من سيارات الفئة "أ" الطامحة الى مراكز المقدمة وصولاً ربما الى صنع مفاجآت انتزاع اللقب، ميتسوبيشي لانسر ايفوليوشن -6، علماً ان هذه الشركة اليابانية لم تتخذ خطوة وضع نموذج من فئة السيارات العالمية حتى الآن، ما حتم تراجع نتائجها في بطولة العالم في العامين الماضيين باعتراف خبراء كثيرين. وتضم لائحة المشاركين على متن هذا النموذج القبرصي كريس توماس، رباع ترتيب العام الماضي، السائق الواعد عبدو فغالي، الفرنسي ايف لوبيه.