بدا وزير الخارجية الاميركي كولن باول والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اجتماعهما في رام الله أمس متفقين مبدئياً على ضرورة تأمين رقابة لضمان تنفيذ توصيات تقرير لجنة ميتشل ولكن مع تصورين مختلفين لصفة المراقبين. وأكد عرفات في اعقاب الاجتماع الذي استمر نحو ثلاث ساعات ضرورة تأمين مراقبين دوليين "من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة"، مجدداً التزام السلطة الفلسطينية تنفيذ بنود خطة تينيت الأمنية وتوصيات تقرير لجنة ميتشل الدولية. ولم يقدم الوزير الاميركي تفاصيل عن نوع المراقبة التي تحدث عنها بعد محادثاته مع عرفات. لكنه شدد على أهمية أن تراقب اجراءات بناء الثقة التي ستطبق بعد توقف العنف وفترة تهدئة. واضاف باول: "مع بلوغنا اجراءات بناء الثقة، مرحلة بناء الثقة، ستكون هناك حاجة لمراقبين، لنرى ما يحدث على الأرض. يعملون كمحاورين يتوجهون الى نقاط التوتر ويقومون بمراقبة مستقلة لما يحدث". وقال باول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عرفات انه لا يعرف كيفية تشكيل قوة المراقبة، واستدرك: "اعتقد ان هناك فهماً واضحاً للحاجة الى نوع من المراقبة". راجع ص 3 ونفى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية مساء أمس أن يكون باول تبنى نداء الرئيس الفلسطيني الذي يطالب بقوة دولية، خلال المؤتمر الصحافي المشترك. وأكد المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، للصحافيين ان باول "لم ينطق بكلمة دولية ولا كلمة قوة، ولم يدعم خطة عرفات ولا خطة أي كان". وصرح وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في اعقاب لقاء عرفات - باول بأن الوزير الأميركي "تحدث للمرة الأولى عن موضوع الرقابة الدولية في شكل متطور، وهذا جديد وايجابي. نحن لا نثق بالاسرائيليين وهم لا يحترمون وعودهم، لذلك لا بد من وجود اطراف دولية". وتابع: "قال باول انهم ملتزمون تقرير ميتشل ولن يقبلوا أي تغيير بما في ذلك الاستيطان، ونأخذ هذا الكلام على انه التزام وتعهد". وزاد ان باول أكد ان "هذا الالتزام حصلوا عليه من الجانب الاسرائيلي وسنرى كيف يطبق على الارض". وأعرب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن أسفه لطلب باول من الفلسطينيين "الانتظار بضعة ايام قبل عرض الجدول الزمني" لتنفيذ توصيات ميتشل. وقال للصحافيين بعد الاجتماع انه كان مفترضاً ان يحمل الوزير معه الجدول الزمني لتنفيذ التوصيات، لكنه طلب الانتظار بضعة ايام. وأكد أن باول سيلتقي عرفات مجدداً في رام الله، بعد اجتماع الوزير مع شارون في القدس مساء، الأمر الذي لم يكن مخططاً له. وبينما كان باول في رام الله اصاب مسلحون فلسطينيون مستوطنتين يهوديتين في شمال الضفة الغربية بجروح، وتوفيت احداهما لاحقاً. واعتقل الجيش الاسرائيلي ابن أمين سر حركة "فتح" في الضفة مروان البرغوثي، وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان قسام البرغوثي 14 سنة اعتقل عند حاجز للجيش قرب قرية سردا على الطريق بين رام الله وبير زيت. وفي دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" إن مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز سيزور سورية نهاية الاسبوع المقبل للتشاور مع المسؤولين السوريين في نظام العقوبات الجديد على العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضحت ان بيرنز سيلتقي وزير الخارجية فاروق الشرع.