نيويورك - ا ب - قال مدّع أميركي في مرافعته الأولية في محاكمة الجزائري مختار هواري في نيويورك ان مؤامرة "شريرة ومخيفة" لتفجير مطار لوس أنجيليس، عشية احتفالات الألفية، نشأت عندما بدأت خلية جزائرية تضم إرهابيين تتدرب في أفغانستان لقتال أميركا. وأضاف مساعد المدعي الأميركي جوزف أف. بيانكو ان خطة قتل مئات الأشخاص في المطار تبلورت في العام 1998 في مخيم ضم خلايا من اليمن والمانيا وايطاليا والأردن ودول أخرى. وتابع المدعي في مرافعته ضد هواري، وهو مهاجر جزائري رحّلته كندا الى أميركا، ان "التعليم في المخيم كان واضحاً جداً: الولاياتالمتحدة هي العدو، ومواطنوها ومصالحها حول العالم هي أهداف ممكنة لهجمات إرهابية". وأبلغ بيانكو هيئة المحلّفين، بعد أيام فقط من ضمانه تعاون الجزائري المدان بالإرهاب أحمد رسام، ان الأخير سيقدّم شهادة عن خطة "لا يمكن وصفها سوى بأنها شريرة محض". ووعد المحلّفين بأنهم "سيحصلون على نظرة نادرة ومخيفة من الداخل لعالم الإرهابي"، وان رسام يقدّم للولايات المتحدة أسماء أشخاص آخرين تدرّبوا معه. وقدّم المدعي وصفاً لنشأة الخطة الإرهابية وطبيعتها الدولية في شكل أكثر تفصيلاً مما قدّمته الحكومة في السابق. وقال: "كانت خطة شريرة ومخيفة تتضمن استخدام المتفجرات، القتل والتدمير". وأوضح ان رسام، وهو مسلم غادر كندا في 1998 لتلقي تدريب يدوم سنة على السلاح والمتفجرات في أفغانستان، كان يريد ان يشارك في جهاد قتالي في أنحاء عدة تشهد توتراً في العالم. وقال ان الخلية الجزائرية كانت واحدة من خلايا عدة تُخطط لهجمات إرهابية تتزامن مع احتفالات الألفية. وزاد ان قنبلة موضوعة في حقيبة أمام نقطة تفتيش في مطار لوس أنجيليس كانت ستنفجر في ذروة الأعياد. وتابع ان سلطات الهجرة في لندن أوقفت في صيف العام 1999 أحد قادة الخلية الجزائرية، فرأى بقية أعضاء مجموعة رسام ان سفرهم يمكن ان يشكّل خطراً كبيراً عليهم. لذلك لجأ رسام الى هواري الذي زوّده بثلاثة الاف دولار، ورخصة قيادة كندية مزوّرة، وإسم مزوّر، وأمن له شخصاً يقابله في أميركا في كانون الأول ديسمبر 1999. لكن رسام اعتُقل خلال عملية تفتيش روتينية في بورت أنجيليس ولاية واشنطن عندما رأى موظف هجرة أميركي مادة متفجرة في صندوق سيارة جاء بها من كندا. وأكد ان المتفجرات كانت ستستهدف "مطار لوس أنجيليس الدولي" في ذروة الأعياد. وعندما أشار المدعي بأصبعه الى هواري وقال: "لجأ رسّام الى هذا الرجل"، رد هواري 32 سنة شاتماً ووصف المدعي بأنه كاذب. فتدخل القاضي جون أف. كينان قائلاً: "إهدأ يا سيّد هواري ولا تكرر ذلك". وأضاف: "أجلس هناك وألزم الصمت". وكان هواري، المهاجر الجزائري في مونتريال، تنازل عن حقه في مقاومة طلب ترحيله من كندا الى الولاياتالمتحدة. وفي المحكمة أول من أمس، قال محاميه دانيال أولن لهيئة المحلّفين: "هذا الرجل هواري ليس إرهابياً". وتابع ان موكله "نصّاب شبه متقاعد، ولص صغير". وطعن أولن في صدقية شاهدي الإدعاء الرئيسيين رسام وعبدالغني مسكيني، وهو جزائري يعيش في بروكلين ذهب الى سياتل لاستقبال رسام لدى عبوره من كندا في كانون الأول ديسمبر 1999. وقدّم مسكيني إقراراً بذنبه أمام محكمة فيديرالية في مانهاتن بتهمة مشاركته في المؤامرة الإرهابية، ضمن اتفاق مسبق مع الإدعاء لتخفيف فترة عقوبته. ودانت محكمة في لوس انجيليس في 6 نيسان ابريل الماضي رسام بتهمة الضلوع في مؤامرة للقيام بعمليات إرهابية دولية وتهريب متفجرات والكذب على سلطات الجمارك. ووصف أولن رسام ومسكيني بأنهما "عصابة من رجلين، كلاهما يائس ... ذهبا الى الحكومة بحثاً عن صفقة".