طلب مدّعون فيديراليون في مرافعتهم الاخيرة الخميس في محاكمة الجزائري احمد رسام، من أعضاء هيئة المحلفين ادانته قائلين ان خطته لتفجير أماكن شهيرة في الولاياتالمتحدة خلال احتفالات الالفية احبطتها الشرطة مانعة بذلك دماراً قاتلاً. لكن محامي الدفاع ردّوا، في كلماتهم الختامية في المحاكمة التي استمرت 15 يوماً، بتصوير موكلهم على أنه استُغلّ لينقل من دون علمه متفجرات من كندا الى الولاياتالمتحدة وانه حصل على بطاقات هوية مزورة لتجنب ترحيله الى الجزائر بسبب المخاطر التي قد يواجهها هناك. لوس انجليس - رويترز - اختتم الادعاء والدفاع في قضية "مؤامرة الألفية" المتهم فيها الجزائري أحمد رسام، مرافعاتهما تاركين مصير رسام البالغ من العمر 33 عاماً بين يدي المحلفين وهم ثماني نساء واربعة رجال. ويدرس المحلّفون تسع تهم منها التآمر لارتكاب أعمال ارهابية وتزوير وثائق وحيازة ونقل مواد متفجرة مميتة. وقال رسام انه غير مذنب. وفي حالة ادانته، فإنه قد يواجه حكماً بالسجن مدة تصل الى 130 عاماً. واعتُقل رسام في 14 كانون الاول ديسمبر عام 1999 وهو يحاول دخول الولاياتالمتحدة من كندا ومعه 60 كيلوغراماً من المتفجرات تكفي لصنع ما لا يقل عن اربع قنابل شديدة التدمير مخبأة في اطار سيارة مؤجرة. وقال المدعون الخميس إنهم يعتقدون بأن رسام متورط في مؤامرة معقدة لتفجير واحد أو اكثر من المعالم الاميركية خلال احتفالات الألفية. وقال اندرو هاملتون مساعد وزير العدل: "تم احباط هجوم ارهابي على الولاياتالمتحدة"، مشيراً الى اليوم الذي اعتقل فيه مسؤولو الجمارك الاميركية في واشنطن رسام بينما نزل بسيارته من معدية قادمة من كولومبيا البريطانية. وفي الوقت نفسه وخلال المحاكمة المرهقة التي استمرت 15 يوماً، راجع المدعون ورقة ضخمة تسجل وتتعقب حركة رسام يقولون انها مثيرة مثل "مشاهدة الذرة وهي تنمو" لكنها مهمة في محاولة اثبات انه بيّت النية لارتكاب عمل ارهابي تم احباطه في نهاية الامر. وشملت الادلة بصمات اصابع رسام على أجهزة توقيت وجدت في صندوق السيارة المؤجرة التي كان يقودها وبقع الحمض على ملابسه التي يقول الادعاء انها من مواد تستخدم في صناعة القنابل. واستشهد الادعاء بايصالات عن شرائه مواد تدخل في تصنيع القنابل ببطاقات ائتمانية مزورة باسم مستعار. وسرد الادعاء سلوك رسام الغريب عندما فتشت الشرطة السيارة المستأجرة ومنها انحناؤه كما لو كان يتجنب انفجاراً وهروبه من المكان ومحاولته خطف سيارة للهرب من الشرطة. وأعاد مساعد المدعي الأميركي فرانسيس ديسكن الى اذهان المحلفين سجلات الرحلات الجوية التي قدمت اثناء المحاكمة والتي تظهر ان رسام سافر عام 1998 من كندا الى افغانستان ماراً بباكستان وقالوا انه ذهب الى معسكر "تدريب على الجهاد". كما عرض الإدعاء على المحلفين شريط فيديو لسيارة تنسف بمواد متفجرة من النوع الذي كان يحمله رسام. وقال ان الانفجار الفعلي لو حصل "فقد يكون أكبر وأكثر مأسوية". ولم يفند محامو الدفاع الاتهامات بان رسام حمل المتفجرات وبطاقات الهوية المزورة. لكنهم قالوا ان الدليل الذي قدمه المدعون والذي يربط بين رسام وبين مؤامرة ارهابية غير حاسم ووصفوه بانه "تلميحات وتكهنات ومبالغة في تصوير المواقف". واشارت جو آن اوليفر، محامية الدفاع اثناء حديثها للمحلفين، الى ان افعال رسام خطط لها شريك له هو عبدالمجيد دحومان الذي القي القبض عليه أخيراً في الجزائر. وقالت اوليفر: "عندما لا يقوم السيد دحومان بمرافقته رسام فانه رسام لا يستطيع فعل اي شيء بصورة صحيحة". وتقول السلطات ان خطة التفجير قد تكون شملت اهدافاً في سياتل ولوس انجليس وسان فرانسيسكو. وادى القبض على رسام الى اعتقال اثنين في مونتريال وبروكلين نيويورك يقال انهما اشتركا في المؤامرة اضافة الى دحومان. ونقلت محاكمة رسام الى لوس انجليس بعدما جادل محامو الدفاع بان التغطية الاعلامية المكثفة في سياتل قد تجعل من الصعوبة جداً اقامة محاكمة عادلة. وانهت الحكومة عرض قضيتها ضد رسام الثلثاء بالاستماع الى 110 شهود وتقديم الاف المستندات التي استخدمت في اعادة صياغة ورقة تسجل وتتعقب تحركات رسام يقال انه تركها في كندا. اما مرافعة الدفاع فاستغرقت يوماً واحداً وشملت ستة شهود. وقيد القاضي شهادة شاهدين رئيسيين من شهود الادعاء هما جزائري وافق على الشهادة في مقابل الرأفة به بانه خطط لمساعدة رسام في دخول الولاياتالمتحدة من كندا، ومسؤول فرنسي كان يعمل لاثبات علاقة رسام بشبكة ارهابية يرأسها اسامة بن لادن. وقال المدعي الفرنسي جان لوي بروغيير امام المحكمة ولكن في غياب المحلفين ان رسام حوكم غيابياً في فرنسا بسبب صلاته المزعومة بجماعة يقال ان ابن لادن يديرها هناك. وصدرت الاحكام امس في هذه القضية.